الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
قبل النشر.. !!
الخلاصة
قبل أيام نشرت صحيفة إلكترونية محلية اعتذاراً موجهاً إلى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة عن قيام محررها قبل نحو ثلاثة أشهر بنشر تقارير وأخبار عن هذا المسؤول تتضمن العديد من الاتهامات والتجاوزات في أداء عمله، منها: (أدين باستغلال منصبه والتعسف في فصل موظفين وشراء أجهزة قديمة: مدير صحة مكة لا يزال على رأس العمل الإداري وهو موقوف عنه منذ 12 عاماً). وتقول الصحيفة أنَّه قد ثبت بالوثائق الرسمية عدم صحة هذه الاتهامات والتجاوزات المزعومة، وأنَّ ذلك كان اجتهاداً غير صائبٍ من المحرر وفق وصفها. لن أتطرق إلى القضايا الحقوقية في هذه المسألة، فهي من حق المتضرر، إن شاء اكتفى بالاعتذار، أو مارس حقه في دفع القضية إلى ساحات القضاء. ولكن هذا الاعتذار، أو بالأحرى نشر مثل هذه الأخبار الخاطئة أو غير الدقيقة، يُثير من جديد مسألة المهنية والشفافية والموضوعية في الأداء الإعلامي. قد تكون بواعث نشر أو تلقف مثل هذه الأخبار والتقارير غير الدقيقة بهدف تحقيق سبقٍ إعلامي، لهذه الصحيفة أو تلك، تتميز به عن مثيلاتها، أو قد تكون بواعث شخصية لهذا المحرر أو ذاك، لتعزيز مكانته الصحفية والإعلامية. وفي كُلٍ تسقطُ مصداقية الكلمة ومهنية الأداء. النماذج في ذلك كثيرة، ومنها نماذج نُشرت مؤخراً في بعض الصحف الإلكترونية، مادتها الأساسية: الأخبار المُرسلة، والشائعات، والاتهامات التي لا تستند إلى أدلة أو وقائع محسوسة. من هذه النماذج: عنوانٌ بالخط العريض (عودة خادم الحرمين وتحركات الفيصل وبندر ومتعب تنبئ بحدثٍ ضخم). والحقيقة أنَّ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، سجله ناصعٌ بالإنجازات والمواقف الرائدة، ولا يمكن المزايدة على ذلك، بمثل هذه الأخبار غير الدقيقة. عنوانٌ بالخط العريض (الشيخ العريفي يتعرض للضرب من قبل شابين أمام مطعم ماكدونالدز وسط لندن). وتحت هذا العنوان تفاصيل مثيرة في وصف الاعتداء، وكأن المحرر كان حاضراً وشاهداً وموثقاً له. وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبين أنَّ هذا الخبر مخُتلق من أساسه، ولا يعدو أن يكون من تدبير وفبركة مواقع إلكترونية لا يُعتد في العادة بما تنشره. عنوانٌ بالخط العريض (مفتي الديار المصرية: من مات مشلولاً من خطابات مرسي فهو شهيد) والغريب أنًّ الناشر في تفاصيل هذا العنوان يُقر بعدم صحة الخبر، وأنَّه دعابة مُثارة من قِبل مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك أصَّر على صياغة عنوانٍ يوهم القارئ بصحة الخبر، ربما بهدف الإثارة، والعبث الإعلامي، الذي لا يخلو من أجندة ومواقف بعينها، في سياق اللعبة السياسية الجارية اليوم بين القوى السياسية العربية المتناكفة. كلمة أخيرة: نشر الأخبار والتقارير أمانة ومسؤولية، تنتهي قطعاً عند حدود حقوق الآخرين. من مأثور الحِكم: وَلا تَرْمِ بِالأَخْبَارِ مِن غَيْرِ خِبْرَةٍ × وَلا تَحْمِلِ الأَخْبارَ عَنْ كُلِّ خابِرِ.
الرابط
قبل النشر.. !!المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
686165النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16442تاريخ النشر
20130630الدول - الاماكن
السعوديةبريطانيا
كامبردج - بريطانيا
مكة المكرمة - السعودية