الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الكادر وقطرات الغيث!
التاريخ
2008-09-14التاريخ الهجرى
14290914المؤلف
الخلاصة
لقد أولى خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله - عناية خاصة بالتعليم، فجاء مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، ثم برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، ثم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتلتها مشاريع تعليمية عظيمة ومتنوعة، على رأسها إنشاء العديد من الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة، والتحضير لافتتاح المزيد. كما أولى - يحفظه الله - أعضاء هيئة التدريس اهتماماً خاصاً، فأمر - منذ وقت مبكر - بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع أعضاء هيئة التدريس.ولكن اللجان المختصة رفعت توصياتها – ربما - دون إجراء دراسات عميقة، أو الاطلاع على إحصاءات دقيقة، أو الاستئناس بآراء أصحاب الشأن (أعضاء هيئة التدريس). وهذه الممارسة بطبيعتها تؤدي إلى أن تكون القرارات أقل فاعلية في تحقيق أهدافها المقصودة. وهذا ما حدث – بالفعل - لكادر أعضاء هيئة التدريس الجديد على الرغم من تشكيل اللجنة المختصة منذ سنوات! فيبدو أن صياغة هذا الكادر الجديد (أو اللائحة المعدلة) لم تعتمد على دراسة جادة لاحتياجات أعضاء هيئة التدريس ومتطلبات الإبداع والتميز في البحث العلمي؛ أو الاستفادة من آراء أعضاء هيئة التدريس واستيعاب مقترحاتهم. كما أنه لم يعتمد على تصور واقعي لأعداد أعضاء هيئة التدريس المتوقع استفادتهم من كل بدل من بدلاته. فلو وُضع تصورٌ من هذا النوع، لتبين القصور. فمن الأجدى والأفضل أن يكون التواصل مع أعضاء هيئة التدريس قبل صدور القرار، لا بعده!فبعد انتظار أعضاء هيئة التدريس سنوات طويلة لتحسين أوضاعهم وإيجاد حوافز للتميز، جاء الكادر ببعض الحوافز، ولكنه أهمل معالجة المشكلة الرئيسة المتمثلة في تحسين الراتب الأساسي. فعلى الرغم من الجوانب الإيجابية التي تستحق الإشادة، مثل: بدل نهاية الخدمة، وتشجيع العمل في الجامعات الناشئة، والحوافز الأخرى، إلا أن المردود الحقيقي على كثير من أعضاء هيئة التدريس يكاد يقتصر على بدل حضور مجلس القسم الذي يصل في المتوسط إلى 300 ريال شهرياً، أو قطف الثمرة عاجلاً والتمتع ببدل نهاية الخدمة!إن تركيز الكادر الجديد على الحد الأعلى للعبء التدريسي يؤثر سلباً وبدرجة كبيرة في الإبداع في البحث العلمي. فمن المعروف أن دعم البحث العلمي يأتي من مصدرين أساسيين. يتمثل الأول في خفض العبء التدريسي وإتاحة المجال لأعضاء هيئة التدريس الذي لديهم توجه للبحث العلمي بالتركيز على أبحاثهم. أما المصدر الثاني فهو الدعم المباشر للبحث العلمي. ولا شك أن الجوائز العلمية من الأمور التي تسهم في تشجيع الإبداع في البحث العلمي، لكن كم عدد أعضاء هيئة التدريس الذين يمكن أن يحصلوا على جوائز؟! وتبقى الحوافر الأخرى مفيدة ومشكورة، ولكنها لا تفيد إلا قلة من أعضاء هيئة التدريس. فبدل الندرة – على سبيل المثال – لا يشمل إلا تخصصات محدودة جداً.باختصار، لا شك أن هناك حاجة لدعم التميز في الأداء، وتشجيع الإبداع في البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس، ولكن ينبغي أن تكون الحوافز إضافية، وليست من أجل تعويض النقص في الراتب الأساسي لعضو هيئة التدريس الذي يقل بكثير عن زملائه في معظم دول الخليج العربية. كثير من الزملاء يتمنون لو أن البدل المشروط بالحد الأعلى للعبء التدريس جاء زيادة في الراتب الأساسي، وأن الكادر اشتمل على بدل سكن ليمكنهم من امتلاك مساكن خاصة بهم، إضافة إلى مكافأة مقطوعة للبحوث المنشورة. وفي كل الأحوال، ينبغي أن نتفاءل بقطرات الغيث، ونأمل في تحسينات أخرى لاحقة! (*) جامعة الملك سعود
الرابط
الكادر وقطرات الغيث!المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
687110النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5452الموضوعات
التنمية الاقتصاديةالسعودية - التخطيط التربوي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم
المؤلف
رشود بن محمد الخريفتاريخ النشر
20080914الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية