الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الله يطول عمرك أنت
التاريخ
2010-07-12التاريخ الهجرى
14310730المؤلف
الخلاصة
عندما يدعو خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ بطول عمر البترول؛ فإنما هو ـــ يرعاه الله ـــ يعطي دلالة رمزية لمجلس الوزراء بما يجب أن يكون عليه تخطيط المستقبل لهذا الوطن. خادم الحرمين الشريفين لا يعني فقط الذهب الأسود بمعناه المادي الملموس؛ إنما يفتح عينا على الحاضر المزدهر وألف عين على المستقبل البعيد, لأن القائد لا يقرأ أحداث الحاضر فقط، بل يستشرف المستقبل بالروح والمسؤولية ذاتها؛ فخطى تقدم الأمم محكومة باستمرارية الوجود على مسرح الحضارة بتوازن واطراد، لا فوران يعقبه وجود هامشي وخسران حضاري. التنقيب عن البترول وإنتاجه تحكمه عوامل مادية واقتصادية يسهل الإحاطة بأبعادها ونتائجها، أما توظيف الثروة ورعاية مصالح الأمة على المدى البعيد؛ فيخرجان من حسابات الأسعار وتوازن العرض والطلب وسياسات التنمية وخططها، ويدخلان في ميزان قرارات القائد القادم من بيت الحكم؛ حيث السياسة لا تحكمها نظريات المقررات الجامعية، وإنما تاريخ مئات السنين من التمرس في بناء الدولة ومواجهة الأحداث وصناعة الأمم. خادم الحرمين الشريفين بحديثه الشفاف المباشر يداعب شباب الوطن بروح المسؤولية، يخبرهم بأمره وينهض بمسؤوليتهم للمستوى المتوقع منهم. هو يقول لهم: إن البترول قد يدفع رسومكم الجامعية, حيث وظفت العوائد المادية لمستقبل هذا الوطن، إلا أن الوطن لا ينسى أجيالا قادمة تستحق مثلما استحققتم من خير. يقول لهم: الثروة هي خير الوطن الذي يعمكم؛ لأنكم أهله. خادم الحرمين الشريفين لم يخف عن شعبه أمره بإيقاف التنقيب عن النفط وأن يبقى بعض من خير هذه الأرض في باطنها للأجيال القادمة؛ بل يشرك الجميع في تحمل مسؤولية التخطيط للمستقبل حكومة وشعبا؛ فنجاح خططنا التنموية ليس في تحقيق أهدافها المرسومة فقط؛ إنما ضمان استمرارية تقدم هذا الوطن ونجاحه باعتباره مهبط الوحي وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. إن خادم الحرمين الشريفين وهو يتحدث عن أمره بإيقاف التنقيب عن النفط, يرسل للوطن وللمواطن رسالة الاطمئنان؛ بأن مستقبلا واعدا هو امتداد لحاضر مزدهر، وأن النفط ليس سلعة تباع وتشترى في أسواق النفط فقط, بل هو أيضا عطاء المولى الكريم لهذه الأرض, وقوت يجب ترشيد الاقتيات منه بالقدر الذي يحافظ على مصالحنا ومصالح غيرنا, فلا ضرر ولا ضرار. نعم مصالحنا ومصالح غيرنا تقتضي ألا نصبّ كل قوتنا في أفواه تأكل الأخضر واليابس؛ بحجة اقتصادية مفادها الطلب المتنامي على النفط. لماذا لا يشاركنا الآخرون في كل أصقاع الدنيا نظرية مفادها: هذا خير لنا ولكم؛ فلنأكل جميعا بالمعروف. عندما درست اقتصاديات النفط في الجامعة أمضيت وقتا طويلا أتأمل جدول المقارنة بين العائد الذي تجنيه الدول المنتجة والدول المتقدمة المستهلكة للنفط من برميل النفط لدى بيعه للمستهلكين؛ معادلة أحد أطرافها سعر السوق وطرفها الآخر رموز كثيرة تحت عنوان كبير هو الضرائب، ولم تكن معادلة المناخ قد نضجت بعد في ذلك الحين. جَنَت أمم من البترول خيرا كثيرا، وجنى البترول على أمم كثيرة؛ لأنه في الأولى جاء تحت يد أرباب أسرة أحبت الخير لوطنها، ووقع في الثانية في يد سرّاق السلطة فقطعوا طريق الخير على أوطانهم. بين النعمة والنقمة كان حال شعوب وشعوب. قصة النجاح لم تكن مرهونة دوما بالذهب الأسود وجودا أو عدما؛ قصة الحضارة في أيدي قادة الخير في أرض الخير لأمة الخير؛ فالله يطول عمرك أنت يا خادم الحرمين الشريفين.
الرابط
الله يطول عمرك أنتالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
694942النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
6118الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالتنقيب عن البترول
الشباب
المؤلف
ناصر بن راجح الشهرانيتاريخ النشر
20100712الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية