الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الابتعاث الخارجي بين الأمس واليوم!
التاريخ
2010-02-22التاريخ الهجرى
14310308المؤلف
الخلاصة
الابتعاث الخارجي بين الأمس واليوم! م. سعيد الفرحة الغامديمن نعم الله على المملكة العربية السعودية أن خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، اتخذ خطوات جريئة في مجال التعليم. الأولى: فتح باب التعليم الجامعي في الخارج لكل شاب وشابة تتوفر فيهم شروط الابتعاث مع تحديد التخصصات التي تدعم مسيرة الوطن التنموية. وثانيا: التوسع في فتح الجامعات المحلية من اجل استيعاب اكبر عدد ممكن من خريجي الثانوية العامة الراغبين في الدراسة في الداخل. والخطوة الثالثة: التركيز على تشجيع البحث العلمي في جامعات المملكة، متوجا بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي تم تشييدها في وقت قياسي. وإذا كانت سابك رمز التقدم الصناعي في المملكة فمن المتوقع أن تكون» كا وست» رمز البحث العلمي ومعقل الإبداع في المملكة العربية السعودية بإذن الله تعالى. على هذه الخلفية بدأت المملكة العقد الثاني من الألفية الثالثة بخطى واثقة وإرادة قوية لكسر حواجز الجمود والخروج من عزلة الانجاز العلمي الذي احتل الغرب قصب السبق فيه خلال القرون الماضية،وقد حان الوقت ليتقدم العرب بخطى ثابتة من خلال توظيف الإمكانات المتاحة واختراق الصفوف الأمامية لإنقاذ الأمة من قيود الجمود والتخلف واللحاق بركب العلم والحضارة المعاصرة. وبعد أن أصبح عدد المبتعثين للدراسات في الخارج يناهز مئة ألف طالب وطالبة يرافقهم من ذويهم ما يزيد على خمسين ألف شخص من زوجات/ أزواج وأطفال ومرافقين فان المردود بعد العودة سيكون له آثار إيجابية على المجتمع في محل العمل والبيت وفي شتى مضارب الحياة بإذن الله تعالى. وعلينا ونحن نحتفل بتمديد قرار الابتعاث ونحيي الخطوات الشجاعة والنوايا الصادقة من ولي الأمر، أن نذكر بان الأعداد الكبيرة تحمل معها بعض المحاذير والمسؤوليات التي يجب أن نتنبه لها لكي نجني ثمار الابتعاث بأقصى حد من النجاح والمردود الذي ينعكس على الوطن الذي وفر لأبنائه وبناته فرص التعليم، وينتظر منهم الوفاء ورد الجميل بأحسن منه. وحتى يتم ذلك فان إدارة شؤون الطلبة في الخارج في غاية الأهمية لضمان عودتهم للوطن وهم يحملون التأهيل والحماس للانخراط في سلك العمل الوظيفي سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. وبالمقارنة، كما يوحي عنوان المقال.. بين البعثات الخارجية في الماضي والحاضر.. فإن الفرق شاسع بين الأمس واليوم. فالذين ابتعثوا في النصف الأخير من القرن الماضي كانوا - في رأيي - أكثر تحفزاً وإصراراً على التعلم والعودة بنتائج ، واغلبهم تركوا خلفهم أسرا تعتمد عليهم بعد الله في حياتها المعيشية، وفوق ذلك كانت المبالغ التي تصرف لهم متواضعة جدا اذا ما قورنت بما يحصل عليه طلاب اليوم...ولم يكن هناك طالبات حسب علمي في البعثات الخارجية...وكان الطموح والتحدي ديدنهم. وقد عادوا والوظائف موجودة، وشاركوا في بناء النهضة التي يعيشها الوطن اليوم كل من موقعه وحسب ظروفه وإمكاناته والفرص التي أتيحت له. وبعثات المرحلة الراهنة... برنامج الملك عبد الله... فُتحت لهم أبواب الابتعاث على مصراعيها، لكل من استكمل شروط الابتعاث، والأغلبية لا يوجد ما يثقل كاهلهم من جانب أسرهم. كما ان المراقبة على سير البعثات اقل من ذي قبل أيضا. وهم بدون شك في وضع مريح من النواحي المالية، والأمل كبير في أن لا تكون الوفرة المادية عاملا في إشغالهم عن الدراسة والجنوح للتمتع بمغريات الحياة في البلدان التي يدرسون بها على حساب التحصيل العلمي. وعلى خلاف ما كان متوفرا في الماضي فان العائد من البعثة الخارجية سيجد نفسه مضطراً للبحث عن الوظيفة وهذا هو التحدي الأكبر أمام الوطن والمواطن معا، حيث يجب الحرص على عدم هدر الجهود والأموال التي صرفت على المبتعثين، والعمل على تهيئة المناخ الوظيفي بعد عودتهم ووضع برامج لاستيعابهم في أسرع وقت ممكن، وإلا أصبح لدينا طوابير من المتعلمين بدون وظائف مصابين بالإحباط وعدم الرضا عن أوضاعهم المعيشية بعد سنوات الدراسة في الخارج. ومن المتوقع إن الدارسين في الجامعات والكليات المحلية يكونون منافسا حقيقيا للخريجين من البعثات الخارجية، وحتى لا يصبح لدينا فريقان من الطبقة المتعلمة، الخارجي والمحلي، يتصارعون على الوظائف ويشكلون فرقا نخبوية متنافرة، وهذا ما لا نريده ولا يخدم مصالح الوطن ويجب أخذه في الحسبان قبل أن يتشكل لدينا معضل يصعب التعامل معه...والله من وراء القصد.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
698670النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17106الهيئات
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي - السعوديةجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - كاوست - السعودية
المؤلف
سعيد الفرحة الغامديتاريخ النشر
20100222الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية