الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اتحاد الخليج فوق كل المخاوف
Date
2012-03-12xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14330419Author
Abstract
اتحاد الخليج فوق كل المخاوف حسن ناصرالظاهري التصريح الذي ظهر على لسان رئيس الدورة الـ(15) للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي (محمد الرشيد)، والذي أشار فيه إلى أن المؤشرات الصادرة عن الهيئة المكلفة بدراسة اتحاد دول التعاون غير مشجّعة، «وأن التنفيذ على أرض الواقع لم يتحقق بحجم جدية التوصيات وطموحاتها وصواب رؤاها»، أجده -ذلك التصريح- مُحبطًا لأغلب أبناء الخليج الذين تفاعلوا مع دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتضمنة تحوّل دول مجلس التعاون إلى (اتحاد).. ولقد استوحيت من تصريحين منفصلين أحدهما لصاحب السمو الملكي (الأمير سعود الفيصل) وزير الخارحية الذي قال فيه: «الاتحاد لن يكون مطية للتدخل في شؤون دول الخليج الداخلية»، والآخر للأستاذ (محمد الرشيد) الذي قال فيه «الاتحاد لا يترتب عليه أي مساس بسيادة أي دولة من دول الخليج»، استوحيت، بأن هناك مخاوف لدى البعض من التدخل في شؤون بلدانهم الداخلية، وتلك ليست بمعضلة، فمن السهل التغلب عليها عبر قرارات ملزمة تتضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد، ولا يجب أن تكون عائقًا أمام ضرورة قيام الاتحاد. حينما أطلق خادم الحرمين الشريفين دعوته بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، كان يستشعر الخطر، ويُدرك التحديات التي ستواجهها المنطقة مستقبلاً، كما كان هدفه يتمحور حول الكيفية التي يضمن من خلالها تحقيق معادلة التوازن السياسي والعسكري في هذه المنطقة الحساسة التي تعتبر مطمعًا لكافة القوى الدولية بدون الاعتماد على أي معسكر لتحقيق الأمن والاستقرار، من خلال ترتيبات أمنية صلبة لا تعتمد على حُسن النيات العربية أو الإقليمية، بل على نفسها هي فقط، وليُبدِّد المخاوف من خلل توازن القوى وعدم الاستقرار، وليس من أجل هيمنة دولة على الشؤون الداخلية لدولة أخرى. فالإشكالية الرئيسة للسياسة الخليجية لا تبدو في تشكلها في اتحاد بقدر ما تبدو في عجز القوى الإقليمية الرئيسة عن إنتاج حلول طويلة المدى للصراعات الإقليمية. وإذا كان الأستاذ (الرشيد) يرى بثاقب بصيرته وعلو خبرته، بأنّ اتحاد الخليج ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية ووسيلة نجاة، فإننا نصل إلى نتيجة فحواها: «أن الحوار حول مستقبل الاتحاد الخليجي يُعد ضرورة بصفته أحد مسارات بناء أمنها وقوتها العسكرية في هذه المرحلة لمواجهة التحديات الراهنة»، وهناك دراسة تقول: «بأنّ الدول الصغيرة تواجه مشكلة أمن تقليدية حادة فيما يتعلق بالقدرة على الدفاع عن الدولة بفعل حالة الانكشاف الإستراتيجية لها، وفيما يتعلق بالتعامل مع احتمالات الهجمات العسكرية الخارجية واسعة النطاق بفعل عدة عوامل من بينها صِغر مساحتها الجغرافية، وقلة عدد سكانها، ووقوعها في منطقة إستراتيجية شديدة التعقيد»، وتلك تثبت بالدليل مدى الخطورة التي تواجهها أغلب دولنا التي تغلب مساحة أراضي أحد جيرانها مساحات أراضيها مجتمعة، كما تفوق عدد سكانها بمراحل. نأمل أن تصل الهيئة المكلفة بدراسة اتحاد دول التعاون إلى صيغة ترقى إلى طموحات أبناء دول الخليج، وتحقق آمال خادم الحرمين الشريفين في بناء (اتحاد) خليجي قوي يقارع القوى التي تهدد أمن واستقرار دوله. حتى نصدح مع ذلك العندليب الذي يُردِّد «مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد.. الله وأكبر يا خليج ضمنا». halharby@yahoo.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain