الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحج وأخلاقيات التعامل
التاريخ
2008-12-13التاريخ الهجرى
14291215المؤلف
الخلاصة
السبت, 13 ديسمبر 2008د. محمود إبراهيم الدوعاننرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وجميع العاملين في حكومته الرشيدة بنجاح موسم حج هذا العام 1429هـ. والشكر موصول إلى سمو رئيس لجنة الحج العليا، وسمو رئيس اللجنة المركزية للحج، ولجميع العاملين في الحج من مدنيين وعسكريين (جميع القطاعات)، والذين بذلوا جهودًا كبيرة في خدمة ضيوف بيت الله العتيق، وتذليل جميع الصعاب من أجل راحتهم والسهر على أمنهم لأداء النسك بكل سهولة ويسر. ومن خلال مشاهداتي لحج هذا العام، فقد لفت نظري بعض الأمور التي تحتاج لمعالجة ودراسة لأنها تتكرر كل عام، وقد بذلت الدولة جهودًا مضنية من اجل القضاء على هذه التجاوزات، ولكنها ما زالت قائمة وتحتاج إلى حلول جذرية والقضاء عليها نهائيا حتى يسير الحج كما نصبو إليه. وأهم هذه المشكلات: مشكلة تهريب المخالفين، ورغم إن حج هذا العام كان الأكثر صرامة وتشديدًا من حيث اختراق نقاط التفتيش أو العبور من خلال الطرق الوعرة حتى الوصول إلى مكة المكرمة، إلا أن المهربين اخترقوا بعض هذه الحواجز ووصلوا إلى داخل المشاعر. وقد صدرت الأوامر بأنه «لا حج بدون تصريح» وهو الشعار الذي رفعه سمو أمير منطقة مكة المكرمة، والتزم به شخصيًا حتى يكون قدوة للجميع من مواطنين ومقيمين. وفي ظل هذا الشعار فقد حققت هذه الحملة الكثير من النجاحات، ولكن كان هناك بعض الثغرات التي تسلل منها بعض الحجاج المخالفين والمجهولي الهوية. ولهذا نتساءل أين تكمن المشكلة؟ وأظن أن جلّها يتمثل في أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يستغلون معرفتهم بالطرق الوعرة والمسالك الصعبة للوصول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وقد جندت الدولة كل إمكاناتها في السيطرة على هذا الوضع، ورغم كل ذلك كان هناك بعض نقاط الضعف التي استغلها اؤلئك المخالفون، والتي تحتاج إلى معالجة وتوعية وإرشاد ديني ووعظي من قبل الجهات ذات العلاقة، ولعل من أبرزها وزارة الشؤون الإسلامية، والتي يتمثل دورها في الإيعاز إلى أئمة المساجد وتفعيل دورهم في توجيه العامة وتوعية المواطنين والمقيمين من السائقين والحجاج المخالفين لأنظمة الدولة، بأن ما يقومون به من مخالفة لأنظمة الدولة في نقل الحجاج غير النظاميين أمر مخالف لله ورسوله ولطاعة ولي الأمر، وعلى المسلم الحق إطاعة ولي الأمر في تنفيذ الأوامر وعدم مخالفة الحاكم في تنفيذ السياسات من أجل المصلحة العامة. كما يجب تذكير المخالفين بأن الكسب من هذه المخالفات سوف يكون كسبًا حرامًا، وأن ما يحصل عليه المخالف بطرق غير مشروعة، سوف ينعكس عليه وعلى أولاده سلبا (أي جسد نبت على حرام فالنار أولى به)، لأنه مال سحت لا بركة فيه. وكذلك إرشاد المخالفين بأن طرق الكسب الحلال في الحج كثيرة ويمكن أن يزاول منها الإنسان ما استطاع ويكون كسبه مشروعاً ومباركاً فيه. أما المشكلة الثانية فتتمثل في قضية الافتراش في مشعر منى. وهذه القضية تحتاج إلى أكثر من وقفة ودراسة وإيجاد حلول مرضية للطرفين الحكومة وقاصدي الحج. فالمفترشون ومعظمهم من الفقراء وأصحاب الدخول الضعيفة الذين لا يقدرون على تحمل أعباء ودفع تكاليف الحملات الداخلية الباهظة الثمن، أو من المخالفين والمتسللين إلى المشاعر بطرق غير نظامية من مجهولي الهوية، أو المقيمين المخالفين لجميع أنظمة العمل بالمملكة، والذين يحجون كل عام بدون أدنى تكلفة، حيث إن المأكل والمشرب متوفر، والوجبات السريعة توزع هنا وهناك بدون مقابل، والنوم الهني في وسط الطرقات، وكل شيء يسير على هواه. فلماذا لا يحج؟ ما دام الحج بلاش في بلاش. أين مبدأ الاستطاعة؟ والراحلة والزاد، ومتطلبات الحج الأساسية التي حث عليها ديننا الحنيف، وأرشدنا إليها نبينا المصطفى- صلى الله عليه وسلم. إن تطبيق القوانين والأنظمة في الحج أمر لا بد منه من أجل راحة الحجيج، ومن أجل توفير جهود العاملين في الحج والتي يعاني منها الجميع بدون استثناء، وشغلهم بأمور جانبية تستنزف طاقاتهم وتشغل أوقاتهم بمثل تصرفات هؤلاء العابثين. حبذا لو تم إشراك مطوفي مكة المكرمة من أصحاب الرأي والمشورة في وضع بعض التصورات والحلول لمثل هذه المشكلات. فأهل مكة كما يقولون أدرى بشعابها. وهم أصحاب الحرفة وأفضل من يتعامل معها لاسيما وأن لهم خبرة ودراية كبيرة في معالجة مثل هذه الأمور، وأنهم يتعاملون مع الحج والحجيج بأريحية عظيمة (بالتوارث) منذ أكثر من ألفي (2000) سنة، منذ أن أذن سيدنا إبراهيم عليه السلام في الناس بالحج. أوكلوا لشباب مكة ورجال أمنها مهمة سد ثغرات المهربين، وأسندوا لمطوفي مكة وأبنائها مهمة معالجة قضية الافتراش، وسوف تجدون ما يسركم.mdoaan@hotmail.com
الرابط
الحج وأخلاقيات التعاملالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
724394النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16670الموضوعات
السعودية - الأمن الوطنيرعاية الحجاج
ظاهرة الافتراش الحجاج
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - التهاني
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
الهيئات
لجنة الحج العليا - السعوديةالمؤلف
محمود ابراهيم الدوعانتاريخ النشر
20081213الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية