الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ألف تحية لك أيها المعلم
الخلاصة
هناك قاعدة عامة تقول إن لكل مشكلة أسبابا جوهرية وأعراضا شكلية وظاهرية, ولكي نحصل على حلول ناجعة ومعالجات مؤثرة لا بد لنا ألا ننشغل فقط بالظاهر ونهمل الجوهر، فمن اللافت للانتباه أن معالجتنا لمشكلة التعليم في ضوء إجماع وطني على أهميتها وضرورة التصدي لها, لا تأتي بالحلول والأفكار التي تلامس أصل المشكلة وجوهرها، فمثلا ليس عندنا مشكلة أو ضعف في المقررات الدراسية كما وشكلا، ولكن أزمتنا في المحتوى وطريقة العرض, فما زلنا نعد المقررات الدراسية لكي تحفظ لا أن تفهم, وما زالت طريقتنا في التعليم هي التلقين وليس التفهيم. يقول لنا خبراء التعليم إن التعليم الحديث هو الذي يجمع بين المعرفة والمهارات, المعرفة التي يشترك الطالب نفسه في إنتاجها والحصول عليها وذلك من خلال تتبعها من مصادرها الأصلية والبحث عنها في حقولها وميادينها, والمهارات التي تجعل من الطالب إنسانا قادرا ذهنيا وشعوريا وسلوكيا وأن يجتهد في هضم ما يطرح عليه من معارف وأن ينشغل في توظيف هذه المعارف لتطوير نفسه والارتقاء بالواقع من حوله, ونحن ما زلنا ننظر إلى التعليم على أنه فقط تزويد الطالب بالمعلومات كما لا كيفا. كيف يتحول التعليم من أداة للارتقاء والتطوير إلى حالة منتجة للمشكلات والأزمات من غير أن يكون التعليم نفسه يعيش في مشكلة؟ لم نصل بعد إلى معالجة مؤثرة لأسبابها الرئيسة، فلا غرابة أن نجد الجهود المبذولة لتطوير التعليم، وعلى الرغم من الموارد الكبيرة المخصصة لها، تنتهي إلى نتائج متواضعة لا يحس الطالب بأثرها ولا يحصل المجتمع على ثمارها، فمثلا لا يمكن أن ننجح في تطوير التعليم ما لم نهتم بتطوير المعلم نفسه وما لم ننشغل بالقضايا التي ترفع شأن المعلم وتحسن ظروف عمله. لا يمكن أن ننتظر من المعلم أن يرتقي بعطائه، وأن يحسن أداءه، وأن يجتهد في ممارسة دوره التعليمي ونحن بعد لا نريد أن نضمن له بعضا من حقوقه المادية والمعنوية والتنظيمية. فليعذرنا المعلم ونحن نحمله الجزء الأكبر من مسؤولية الإخفاق في التعليم، ونحن نتعامل معه بدونية ولا نحفظ له مقامه. كم هو مؤلم أن يجد المعلم المجتهد وصاحب الخبرة الطويلة نفسه وهو يعمل تحت إدارة شخص لا يعرف من فنون الإدارة والتعليم إلا التسلطن عليهم, والمعلمون يعرفون وذاك المدير نفسه يعلم أن الاعتبارات غير الإدارية وغير التعليمية هي التي ربما فضلته عليهم. وكيف للمعلم المجتهد أن يواصل اجتهاده وأن يبقي....
الرابط
ألف تحية لك أيها المعلمالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
729311النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5520الموضوعات
السعودية - التخطيط التربويعبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم
تاريخ النشر
20081121الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية