الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
دعوا هؤلاء ... واعملوا
التاريخ
2008-11-24التاريخ الهجرى
14291126المؤلف
الخلاصة
دعوا هؤلاء ... واعملوا جميل الذيابيالحياة- 24/11/08// استفزت القدرة السياسية السعودية ومواقفها الثابتة عقولاً صغيرة وحاقدة، فحينما تبنت الأمم المتحدة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والمعتقدات الأخرى، حاولت تلك العقول نفث تهم واتهامات لا صدقية لها، بإسقاط عبارات رخيصة تعبّر عن لوثة تلك العقليات ووهمها وإحباطاتها. ليس جديداً ولا مستغرباً ما صدر عن هؤلاء الحاقدين نافخي بوق البغضاء، إذ دأبوا على محاربة كل عمل سعودي سياسي وإنساني، ولو كان من أجل تطور البلدان وحماية الإنسان والحفاظ على حقوق العربان نفثت تلك الحفنة سموماً وتهماً ضد السعوديين، لكن ألسنتها السوداء ما لبثت ان تلعثمت، حينما شاهدت رؤساء وزعماء عالميين وحشوداً أممية رفيعة المستوى، تتسابق إلى المشاركة والشراكة في مؤتمر نيويورك لحوار الأديان ، رغبة في مساندة المبادرة السعودية، لإخراج العالم من حقول النزاعات وألغام الحروب والقبض على مفتاح وضبة الأمن والسلام. لم يكن لها من مخرج آخر سوى ابتداع التفاسير المكذوبة و المضللة ، متناسية أن أي حوار وتفاهم بين الإنسان والإنسان سيعكس نتائج إيجابية لمصلحة التعايش السلمي، وسيخلق بيئة تسامحية وتعاونية بين الأمم والشعوب. أصوليون متطرفون يصحبهم ثوريون وقوميون مضللون ، حاولوا تصويب كرات طائشة و متسللة إلى حوار نيويورك، بإسقاط تهمة انه محاولة لـ التطبيع ، على رغم معرفتهم بمواقف المملكة المعلنة منذ احتلال اسرائيل لفلسطين، ووقوفها في وجه ممارساتها العدوانية في كل المحافل الدولية. المساعي السعودية لم تكن خفية ، أو صفقة توقّع من تحت الطاولة كما يعمل غيرها، بل كانت واضحة جلية نقية في الهواء الطلق لا تحتمل تفسيرات مكذوبة وتأويلات مضللة ، فهي تدعو علناً إلى البحث في القواسم المشتركة التي تجمع بين الأديان، من أجل التعايش بين البشرية لاستمرار تطور الإنسان ومناصرة الفضيلة والعدالة والسلام، للوقوف في وجه الصراعات والنزاعات بعيداً عن العنصريات والعصبيات. خرج منظِّرون طائفيون يزعمون حب الإنسانية، وهم الذين يركلون المجتمعات بالأكاذيب وعبارات التضليل، لتحويل صورة الحوار إلى كرة للتراشق وتضخيم الفوارق بين الأديان والإنسان. في نيويورك، أكد خادم الحرمين الشريفين باسم بلاده وهويته، أن الاختلاف لا ينبغي ان يؤدي إلى مزيد من النزاعات والصراعات، وان هناك فسحة من الأمل ليعيش الإنسان بأمن وسلام، مشيراً إلى ان التطرف الذي ابتلي به بعض اتباع الأديان والعقائد كان وراء المزيد من الاختلافات والاختناقات وتنامي المشكلات. من منبر الأمم المتحدة، ركّز الملك عبدالله على تفشي ظاهرة غياب مبدأ العدالة عالمياً ، موضحاً ان التركيز على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب والتمزق، وبسببه قامت حروب مدمرة سالت فيها الدماء وتناثرت أشلاء الأبرياء، داعياً العالم إلى التعلم من دروس الماضي القاسية ، وان تجتمع الشعوب على الأخلاق الحميدة والمثل العليا، لإحقاق مبادئ العدالة بين البشرية. في مدريد ثم نيويورك، أثبتت المملكة أنها تؤمن بمبدأ الحوار وراغبة فيه، باعتباره أفضل الوسائل لنشر قيم التسامح والتفاهم بين الأمم، لكونه ضرورة حياتية ، أهم وسائلها الاحترام المتبادل والتعاون وتبادل المنافع، لتحقيق سعادة البشرية. الأكيد ان الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تتبن تلك المبادرة كونها سعودية الصنع، لكن لأنها جريئة و شجاعة ، وتصب في مصلحة الإنسان، وتحقق المزيد من التفاهم الدولي، بما يبعث على الأمن والسلام، وفق ما يتسق مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، الداعي إلى إشاعة روح الاحترام والتسامح بين الشعوب. لا شك في ان الرسالة السعودية الأممية ستفتح على المدى القريب والبعيد، صفحة بيضاء بين الأمم لإحلال الوئام محل الاختلاف والصراع، لكن يتبقّى على الأمم المتحدة تبني إصدار إعلان عالمي حول حوار الأديان وتسامح الإنسان، على غرار الأيام العالمية الأخرى كحقوق الإنسان وغيرها، بغية حض الأمم والشعوب على التعاون من أجل العدالة والتنمية والاستقرار الإنساني والتعايش السلمي.
الرابط
دعوا هؤلاء ... واعملواالمصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
734557النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16670الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - مؤتمرات
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
جميل الذيابيتاريخ النشر
20081124الدول - الاماكن
اسبانيااسرائيل
السعودية
الولايات المتحدة
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
مدريد - اسبانيا
واشنطن - الولايات المتحدة