الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
تعليقا على الموسى سياسة الحوار التي ينتصر لها الطاهرون يجب أن تدعم فكرياً
Date
2008-12-02xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14291204Author
Abstract
تتعاور العالم المعاصر فكرتان تسيرانه؛ والحق بداية أنه يجب أن نؤمن بالأفكار ودورها في تحريك الأعمال فكل عمل يبدأ من فكرة ،ومؤشر التنمية الذي قرأه الزميل علي الموسى قراءة متشائمة في مقاله (أرقام عن تقرير التنمية الثقافية) ربما يتراءى لي أنه منطقي إلى حد ما؛ فالأمة وهي تتحرك باتجاه النور تحتاج إلى مرتكزات نظرية حالة تستطيع بها أن ترى النور في غبش الظلام.. ولذا لا غرابة أن نجد في ديننا تركيزا على الكلمة ودورها المؤثر طيبة كانت أو خبيثة. ومن هذه الرؤية ينطلق حديثي في أن العالم المعاصر تسيره فكرتان أو ثنائيتان كبيرتان : الأولى تزعمتها الإدارة الأمريكية الراحلة ممثلة في حكومتها السابقة وتقوم في الأساس على فكرة صدام الحضارات التي طرحها صامويل هنتنجتون منذ سنوات وتزعم تطبيقها في الواقع الإدارة الأمريكية الراحلة، وهي فكرة مدعومة من مسترزقي الحروب من سياسيين ومفكرين واقتصاديين وأصوليين متعصبين الذين يعيشون على مثل تلك الأفكار الحربية. والفكرة الثانية هي فكرة سلام الحضارات التي أعتقد أنه يقودها الآن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يتحرك من قلب العالم مكة المكرمة إلى كافة أرجاء العالم ومعه مجموعة من المفكرين الذين هم في حقيقة أمرهم لا يؤمنون بصدام الحضارات وبالتالي فهم يؤمنون أن العالم يمكن أن يعيش في ظل تسامح ووئام وسلام مهما كانت دياناته وطوائفه.وهو يستند على رؤى وأرضيات شرعية وفكرية متينة تؤمّن ظلا واقيا لهذا التيار المسالم؛ والمؤكد أن ثمة عقبات كبرى في إطار هذا المشروع الضخم سواء عقبات فكرية من أنصار الفكر الدموي البائد، أو كانت اقتصادية متمثلة في تجار الحروب أو غيرها من العقبات، لكن بنية العالم المعاصر تستدعي في حقيقة الأمر أن تنشط هذه المشروعات السلمية لرأب صدع ما أحدثه صدم الحضارات من شروخ في جسد العالم المعاصر المنهك من تلك الحروب الطاحنة التي شهدتها الحقبة المنصرمة. لتستبدل الصراع بالحوار سعيا إلى تطوير العالم والخروج به من بحيرة الدماء. ولن يكون الأمر سهلا؛ فالأمر يحتاج إلى التفاف إعلامي أكبر على هذا المشروع، ودعم من مفكري العالم وأصحاب الكلمة الصادقة، وأزعم أن ذلك المشروع برغم كل العقبات التي قد تواجهه يستطيع أن يستنقذ العالم، ولعل تجربة الانتخابات الأمريكية تعطي مؤشرا واضحا على قدرته أن يقنع الرأي العام والشارع الحر. إن خطاب السلام المعاصر يمتلك عدة معطيات للبقاء منها:1- السلام الذي هو شعار كل الأديان السماوية ومطلب الإنسانية للبقاء.2- المستند الديني القوي الذي يتجاوز المحدوديات الفكرية التي استنزفت جهود الإنسانية التي وجدت على الأرض لعمارتها وعبادة الله فيها؛ فرسول الأمة مات ودرعه مرهونة عند يهودي ما يعني حضور الديانة الأشد عداوة لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفي قلب عاصمة الإسلام . 3- الدعم الاجتماعي والأيديولوجي؛ فنحن نعيش في زمن تعددت فيه الطوائف الدينية التي يمكن لها أن تعيش وتتعايش معا بعيدا عن لظى الحروب الدامية؛ فتؤدي شعائرها كما أرادها الله ،والحكم بين الجميع هو الله..4- يمكن لهذا التيار والبديل القادم أن يسهم في حل نزاعات العالم المعاصر وأخطرها قضية فلسطين، ويمكن في ظله أن يتحرك الناشطون بصدق في نزع أسلحة الدمار الشامل التي تهدد بفناء العالم.إن سياسة الحوار التي ينتصر لها الطاهرون على مستوى العالم حركة يجب أن تبارك وتدعم فكريا وإعلاميا باعتبارها مشروعا منقذا للعالم ،ويجب أن توضع لها استراتيجيات بعيدة المدى، وتستفيد من العهد الجديد الذي يسود العالم وتتجاوز التناحرات الطائفية والدينية البغيضة. العقبات كثيرة وعالم عاش سنوات عجاف حتى ألف منظر الدماء عبر قنواته الإعلامية يحتاج إلى سنوات ليمحو تلك المناظر ويألف الدعوة الجديدة، وهو تحد يجب أن تنهض له كل المؤسسات وترعاه اقتصاديا وسياسيا وفكريا حتى يؤتي ثماره بإذن ربه..
Publisher
صحيفة الوطنVideo Number
737463Video subtype
بريدxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
0The name of the photographer
عبدالرحمن حسن المحسنيDate Of Publication
20081202Spatial
السعوديةالولايات المتحدة
فلسطين
القدس - فلسطين
مكة المكرمة - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة