الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عودة الملك ... أفكار الطموح والاستقرار
الخلاصة
منذ توليه مقاليد الحكم، تعد هذه أطول فترة يغيب فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن أبناء وبنات شعبه، ليعود إليهم بعد أن من الله عليه بالصحة والعافية في رحلة علاجية تابع فيها السعوديون أخباره أولا بأول، وهم يتطلعون بشغف إلى عودته سالما معافى. في الواقع لم يكن من المتوقع أبدا أن يشهد غياب خادم الحرمين في رحلته العلاجية أي قبول لأي شائعة عن صحته، فقد حرص منذ بداية تعرضه حفظه الله للوعكة الصحية التي ألمت به أن يجعل أبناءه وبناته على اطلاع ودراية بكل أخبار الملك وبمختلف تفاصيلها، وقد تجلت تلك الشفافية منذ الأيام الأولى حين صدر عن الديوان الملكي بيان يوضح مبدأ الشفافية الذي ينتهجه خادم الحرمين الشريفين مع أبناء شعبه، وحين خرج الملك من المستشفى بعد العملية الجراحية الناجحة، واستقبل المواطنين وسمع منه العالم جميعا تلك الكلمات التي توضح مدى إحساسه بعائلية العلاقة بينه وبين المواطنين، ثم حين سافر للعلاج كانت كل الإجراءات والتطورات الصحية التي تمر به يتم فورا إعلانها وإبلاغ الناس بها. بكل وضوح فقد قطع هذا التعامل الحكيم كل طريق يمكن أن يؤدي إلى شائعة، وظل المصدر الأوحد للناس عن أخبار ملكهم الغالي هو خادم الحرمين نفسه. السنوات الماضية، عاش فيها السعوديون وعيا جديدا نتج عن إدارة ورؤية سياسية أدركت أنها تحول على مستوى الجيل الجديد من السعوديين، والذين هم جزء أصيل من العالم في تأثيره والتأثر به، وعلى يدي خادم الحرمين الشريفين ولد وعي جديد لإدارة علاقة الناس بحقوقهم وبقضاياهم، واتساع مساحات النقد والتناول الإعلامي والسؤال عن الحقوق والمكتسبات الوطنية ليس مجرد فعاليات إعلامية لكنها ترسيخ للقيم الوطنية عن طريق الدفاع عنها، وقد شدد الملك في أكثر من مناسبة على أن الناس هم محور كل عمليات التنمية، وأن الوعي الجديد يفرض النظر إلى مشروعاتنا برؤية مستقبلية، لا تتوقف عند حدود الآن، وإنما تتجه لصناعة المستقبل. أجمل ما يحيط العلاقة بين الملك والناس، تلك التلقائية، وتلك الطبيعية التي تؤكد أن ملكا مثل الملك عبدالله لا يمكن أن يقابل إلا بكل ذلك الحب، إنه صوت الناس وطموحهم/ وتطلعهم لوطن حديث ومزدهر، ويعيش السعوديون الآن على إيقاع مشروعات وقيم وطنية تتجه في مجملها لدعم الإنسان وتطوير حياته والاعتراف بحقوقه وحريته، ويتزامن ذلك مع الوعي العام الذي ارتفع لدى مختلف طبقات الناس، ولأن المملكة تستثمر في أبنائها فيمكن الاستدلال هنا بمثال واحد، وهو مشروع الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، والذي يمثل دليلا على التوجه السديد الرامي إلى دمج أبناء الجيل الجديد من السعوديين مع العالم في علومه ومعارفه وتطلعاته. الآن، وبينما يموج العالم من حولنا بالكثير من الاضطرابات التي فتحت فصولا جديدة من التحولات العنيفة في منطقتنا المحيطة بنا، تأتي عودة خادم الحرمين الشريفين لتكشف عن حجم الترابط والود والتطلع المشترك بين الناس وبين قيادتهم، وليواصل حفظه الله مسيرة العمل والإنجاز والمشروعات التي تسهم في فتح آفاق مستقبل سعودي زاهر. تأتي عودة الملك ليواصل مشروعاته التي تمثل بالنسبة له تحديا على أكثر من صعيد، وسعيا لإنجاز يسابق الزمن، ومحاولة للخروج من أزمنة العمل البطيء وقليل الجدوى إلى الإنجازات التي تسابق الزمن، وتطرح أشكالا مستقبلية للفائدة والجدوى، ولتوضح حالة الاستقرار في الواقع السعودي القائم على الوطنية والانتماء والحفاظ على عماد الدولة ومحورها وهو وحدتها الوطنية. إننا نحتفل بعودة خادم الحرمين لأننا ندرك أنه أكثر احتفاء وفرحا بلقائنا، ولأنه ضمير الناس وطموحهم الذي وجد على يديه كل رعاية واحتضان، والاستقرار الحقيقي إنما يعيشه الناس مع قيادة تحظى بكل هذا الحب، وتصنع كل هذا الوعي وتبذل كل هذا العطاء المستمر.
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
742464النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3799الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - الاحوال السياسية
المنح الدراسية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الصحة الشخصية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
تاريخ النشر
20110223الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية