الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الملِك عبدالله وصنْع السلامِ
التاريخ
2008-11-15التاريخ الهجرى
14291117المؤلف
الخلاصة
حوار الحضارات أو حوار الأديان أو حوار الثقافات كلها مصطلحات تؤدي إلى ذات القصد والهدف وهو ترسيخ اللغة التي كادت أن تضيع في هذا العصر المليء بسبب الحروب والنزاعات والتطرف وامتلاء الفضائيات وكافة وسائل الإعلام بلغة الدماء والقتل ورفض الآخر ولا يرى كل طرف إلا ما شاء ولا يسمع إلا نفسه , وغابت لغة العقل والمنطق وغاب التسامح والحب والاحترام وبالتالي غاب الإبداع والمنطق واللغة العلمية المبنية على أساس من الحقيقة , وأصبحت لغة القوة هي السائدة وهي الحاكمة بل أصبح من يمتلك القوة يمتلك الحقيقة الوهمية. هذه حقيقة هذا الزمان ولكنها مهما طالت فهي إلى زوال لأنها ضد فطرة الإنسان التي خلقه الله عليها , والأصل في الأمر هو احترام الإنسان لأخيه الإنسان , ولم يترك الله عباده على هذه الأرض ليجتهدوا كيف تكون العلاقة فيما بينهم بل أرسل إليهم الرسل والأنبياء ومعهم الكتب السماوية التي تضمنت القوانين والوسائل لحماية وحفظ هذه العلاقة على كافة المستويات بدءا من: بين الإنسان ونفسه حيث حرم الله عليه الانتحار , فالانتحار في حقيقة الأمر هو استخدام الإنسان لغة غير لغة الحوار مع نفسه , وكذلك العلاقة مع أسرته حيث نظم تلك العلاقة بين كافة أفراد المجتمع والعلاقة مع المجتمعات الأخرى وأصحاب الشرائع المختلفة بعد أن وضع الأسس الكفيلة بتحقيق ذلك , والآيات في هذا الجانب كثيرة نذكر منها قوله تعالى : قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله . ومن هنا فإن الأصل في ترتيب وتنظيم العلاقات بين بني آدم هو استخدام لغة الحوار الإنساني وهي لغة الأنبياء جميعا مع أقوامهم وعندما فرض الله فريضة الجهاد لمواجهة أعداء الله , كان الهدف الأسمى منه هو تحقيق الأجواء الصالحة للحوار وإبلاغ الجميع دعوة الله بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم السماح لأي كان من وضع عقبات أو حواجز تمنع هذا التواصل الإنساني وعدم الاعتداء على هذا الحق الذي رسخه الله في النفس الإنسانية . وتأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن هذا السياق الإنساني ليعيد الأمور إلى نصابها وأن يسمع العالم صوت الحقيقة الخالصة , وعندما تأتي هذه المبادرة من قلب المملكة العربية السعودية مركز الدعوة الإسلامية ومنشئها يكون لهذه الدعوة مكان وتأثير خاص ومن هنا كان الاهتمام العالمي والاستجابة السريعة من كافة دول العالم المعنية بالسلام والاستقرار في هذا العالم المليء بالأزمات.. ذلكم العالم الذي يعاني من ويلات الحروب , واستمع العالم إلى كلمة الملك السعودي الذي تحدث بوضوح عن أصالة ديننا الإسلامي في صنع السلام والاستقرار وبناء الأسرة السليمة ومحاربة أسباب الجريمة وكل ما فيه شقاء الإنسان , وقال: إننا نقول اليوم بصوت واحد: إن الأديان التي أراد الله بها إسعاد البشر كافة لا ينبغي أن تكون سببا في شقائهم , وإن حوارنا هذا سيتم بصورة حضارية وهو كفيل بإحياء القيم السامية وترسيخها في نفوس الشعوب والأمم ولاشك أن ذلك سوف يمثل انتصارا باهرا لأحسن ما في الإنسان على أسوأ ما فيه ويمنح الأمل للإنسانية في مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة على الظلم والخوف والفقر . إن هذا الصوت الواضح والصريح يمثل الأغلبية الساحقة من مفكري ومثقفي وعلماء الأمة الإسلامية وهو صوت الحقيقة ولكن يمكن له أن يحقق الانتصار المطلوب طالما بقي الصوت الآخر هو المهيمن على وسائل الإعلام المليئة بكل ما يؤدي إلى الحقد والكره عندما يرى الإنسان مدى الظلم الذي يلحق بالشعوب مثلما يحدث في فلسطين وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك على أيدي المتطرفين اليهود من تدنيس ومنع المسلمين من الصلاة فيه وما يحدث في قطاع غزة من حصار ظالم على أهله فيتم منع دخول المواد الأساسية وممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي اليومية وعدم احترام الاتفاقيات لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يحفظ الحقوق لأصحابها , وكذلك ما يحدث في العراق من جرائم متواصلة وفي أفغانستان وغيرها تجعلنا نؤكد أن كافة زعماء وقادة العالم مطالبون بضرورة تغيير هذه الصورة القاتمة بكل ما يملكون من قوة ليكون للحوار الإنساني ذات المعنى الذي قصده خادم الحرمين الشريفين وليكون هذا الصوت هو بداية عصر التغيير العالمي القادم . *رئيس مركز آدم لحوار الحضارات في فلسطين
الرابط
الملِك عبدالله وصنْع السلامِالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
743984النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15421الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - افغانستان
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
حوار الأديان
الهيئات
الامم المتحدةالمؤلف
عماد عبدالحميد الفالوجيتاريخ النشر
20081115الدول - الاماكن
اسرائيلافغانستان
السعودية
العراق
الولايات المتحدة
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بغداد - العراق
كابول - افغانستان
واشنطن - الولايات المتحدة