الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
رسالة الملك في عالم متغير
التاريخ
2006-04-04التاريخ الهجرى
14270306المؤلف
الخلاصة
«لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير» هذا ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه امام مجلس الشورى السعودي قبل يومين، مستعرضا سياسة بلاده الداخلية والخارجية. وهذا لب الحقيقة، ومفتاح المستقبل بالنسبة للبلاد. فالسعودية تستحق التقدم في كل شيء، فقد منحها الله كل فرص النجاح من امكانيات، من حيث الموارد او البشر. وهناك رغبة صادقة لملك البلاد في التغيير الايجابي. حين التقينا الملك عبد الله في هونغ كونغ، مع الوفد المرافق لزيارته الى آسيا، بدأ خادم الحرمين حديثه للحاضرين، كان أول الحديث اعتذارا مطولا عن التأخير لمدة خمس دقائق، ثم طلب ان يسمع آراء وتعليقات الحضور. استمع للبعض ثم تدخل قائلا: أريد ان اسمع شيئا مختلفا، انقلوا لي آراء من التقيتم، اريد ما لم اسمعه، وما لم يصلني. وألح على ذلك مرات عديدة وهو يعقب على كل متحدث في الجلسة. وسمع الملك ما قيل بصدق وجرأة، وعلق، وكان مبتسما كلما زاد الحديث صراحة. لماذا أقول ذلك الآن؟ أكتب ما أكتب تأكيدا على أن هناك رغبة للتجديد، والتطوير، والمضي قدما في السعودية. لكن كل ما تحتاجه البلاد هو ترتيب الأولويات. محزن أن تفرغ الجهود والطاقات في معارك جانبية. وتضيِّع البلاد وقتا مهما من أجل تبرير هذا وذاك. لا يجوز أن تصرف البلاد جزءا من طاقتها في معركة على كتاب يفسح او لا يفسح، ونحن في عصر الفضاء المفتوح، والانترنت. السعودية تحتاج الى عمل لا تبريرات. تحتاج السعودية إلى جهد جبار في تطوير القدرات العلمية، وقدرات معلميها ومعلماتها، وبنيتها التحتية العلمية، من قنينة المعمل الى روب الطالب، بدلا من الجدل حول مشروعية تعليم اللغة الانجليزية، او تطوير المناهج. وتحتاج السعودية كذلك إلى توسيع، واستمرارية الابتعاث للخارج. وتحتاج الى سعة أفق اقتصادية في تنويع مصادر دخل الافراد، بدلا من تصفية حسابات جانبية استغلالا لارتفاع الاسهم او انخفاضها، وتدخل من هم غير متخصصين في شؤون الاقتصاد. تحتاج السعودية الى رؤية واضحة في التدريب، بدلا من الانشغال في معارك السعودة وحسب. تحتاج بلادنا الى جهد داخلي يبذل من اجل البنية التحتية للمملكة بدلا من ان نتغنى بما هو لدينا اليوم، وننسى اننا من اعلى معدلات التناسل في العالم. فشبكات الطرق والمباني والجامعات والمستشفيات، الموجودة اليوم، لن تستوعب هؤلاء المواليد بعد خمسة عشر عاما، وما اقربها على من يمنحه الله العمر. السعودية تحتاج الى خطة متكاملة في تفعيل القدرات، نساءً ورجالاً، وكلنا لاحظ الملك وهو يوجه خطابه للسعوديين قائلا :«أقول لكل مواطن ومواطنة، لقد عرفتكم خلال السنين كما عرفتموني»، والاشارة هنا واضحة للمواطن والمواطنة. فالبلاد بحاجة لكل جهد، بدلا من ان يحصر الخلاف بـ :هل تقود المرأة السيارة او لا ؟ ولو قادت السيارة فإلى أين تذهب مع محدودية الفرص؟ اليوم كل الظروف موائمة لانطلاقة سعودية تبنى للجيل القادم، بل دعوني اقول انها اللحظة الذهبية. الملك عبد الله وعد مواطنيه في خطابة قائلا: «نحقق له أسباب السكن والعمل والتعليم والعلاج وبقية الخدمات والمرافق، وسنحرص على مكافحة الفقر، والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور وفقا لخطط التنمية المدروسة». وعلينا ان نساعد انفسنا، كسعوديين، بترتيب اولوياتنا، وتجنب المعارك الجانبية. فكما قال الملك لا نستطيع ان نبقى جامدين والعالم من حولنا متغير
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
744955النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
9989الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالتنمية المستدامة
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - مجلس الشورى
السعودية - مقالات ومحاضرات
مكافحة الفقر
الهيئات
مجلس الشورى - السعوديةالمؤلف
طارق الحميدتاريخ النشر
20060404الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية