الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التصدي للإرهاب يبدأ من خطبة الجمعة
Date
2008-10-28xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14291028Author
Abstract
في ندوة حقوق الإنسان في التعليم العالي – الأمن الفكري، التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في جامعة أم القرى، تحدث سموه عن مكافحة الفكر المنحرف، مستعرضاً الجهود الأمنية في مواجهة ظاهرة الإرهاب والانحراف الفكري، ومنوهاً في الوقت ذاته بأن المساجد والجوامع لم تقم بالدور المأمول منها في هذا الجانب، مستثنياً سموه جهود ودور أئمة الحرمين الشريفين، في تبصير الناس وتوعيتهم والتحذير من مغبة الانزلاق في بؤر الإرهاب، ولفت الأمير نايف إلى أن طرح موضوع الأمن الفكري وحقوق الإنسان، لا يعني أن مجتمعنا يجهل هذه الحقوق أو ينتقصها كما تروجه الحملات الدعائية المغرضة، ولكننا نطرح هذه الموضوعات للنقاش (عكاظ الخميس 17 شوال)، ولا شك أن ذلك الحديث الذي أدلى به المسؤول الأول على رأس قمة الهرم الأمني، له مدلولاته الأمنية والفكرية والإستراتيجية، سواء من ناحية استناده على التقارير الأمنية الميدانية، أو على الحالة العامة لأفكار المجتمع ومدى ما تأثرت به سلباً أو إيجاباً في مسألة الأمن الفكري، وإلى أي حد يمكن القول بأن مجتمعنا تمكن من استيعاب الحالة وتعامل معها بأقصى درجات الحذر واليقظة، كان سمو وزير الداخلية في حديثه كالطبيب الذي يشخص الداء ويصف الدواء لتلك المشكلة التي تؤرق الجميع، ففكرة الإرهاب لم تنبع من فراغ، وإنما هي وليدة الأفكار المتراكمة لنبتات خبيثة زرعت وترعرعت في أذهان فئة بشرية مستلبة، تحركها أياد خفية وعقول عدوانية تهدف إلى إفساد وتخريب المجتمع، ومن هنا كان التعامل الأمني السعودي مع ظاهرة الإرهاب في منتهى النجاح والحسم والقوة، وذلك من خلال الضربات الإستباقية التي حيدت الإرهابيين، وأربكت خططهم وأحبطتها، قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مقاصدهم العدوانية، وهذه الوسيلة أعني (الضربات الاستباقية) من أنجح الوسائل في محاربة الإرهاب، وليس من السهل على أي قوة إجادتها وتنفيذها، لاعتمادها على عنصري السرعة والمباغتة في آن واحد، وما يتطلبه هذان العنصران من الاستعداد الذهني واللياقة البدنية واستيعاب الخطط ومتابعة التحركات، والحصول على المعلومات المعادية وتحليلها والتعاطي معها، لضرب الإرهابيين وتدميرهم في الوقت المناسب، وهذا ما فعلته قواتنا الأمنية في مواجهة الإرهاب وبشهادة الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً، ولكن يبدو أن الجناح الآخر في مكافحة الإرهاب لم يحقق النجاح المطلوب على الوجه الأكمل – كما أشار الأمير نايف - وأعني بذلك الجانب الفكري وما يجب أن يتصدى له من الأفكار المنحرفة، وما يتوجب على هذا الجانب من توعية الناس وتحذيرهم من مخاطر الإرهاب، وهذا ما يقع على عاتق أئمة المساجد في خطب الجمعة، فهذه الخطب الأسبوعية لها تأثيرها البالغ في أذهان الناس، لقداسة مواقعها في بيوت الله، ولحضورها الكبير من قبل الكبار والصغار والرجال والنساء، فليس من الحكمة أن تخصص خطب الجمعة للحديث عن موضوعات وقصص معروفة ومكررة، وبعيدة عن مقتضيات العصر وآلياته، وتترك أحداث الساعة ومستجدات الحياة المعاصرة، وما طرأ عليها من التغييرات والمفاهيم بوجهيها السلبي والإيجابي، ومن ضمن تلك السلبيات الإرهاب الذي تستحوذ فكرته على الأدمغة فتحيلها إلى آلات صماء، تتحرك بأدوات خبيثة تملي عليها أجندتها وأهدافها الشريرة، ومن هنا تتضح أهمية الأمن الفكري، لتغيير المفاهيم المغلوطة التي شحنت بها الأدمغة، فتلك الأدمغة ليست بحاجة إلى البنادق والرشاشات لإزالة ما علق بها من تلوث وخبث الإرهاب، وإنما هي بحاجة إلى فكر مضاد لفكر الإرهاب، لتوضيح الصورة الناصعة لسماحة الإسلام، وما يدعو إليه هذا الدين العظيم من القيم الإنسانية، والمبادئ الراقية من العدل ومحاربة الظلم والغلو والتطرف، وهذا هو الدور الذي يقع بالدرجة الأولى على أئمة المساجد – كما ذكرنا آنفاً – في خطب الجمعة، وكذلك على المثقفين والكتاب ورجال الصحافة والمعلمين وأساتذة الجامعات، كل هؤلاء يشكلون منظومة الأمن الفكري، الذي يسير جنباً إلى جنب مع الجهد الأمني، لتكتمل الصورة وتتضافر الجهود، لتحقيق الهدف في دحر الإرهاب والتصدي له ومكافحته والقضاء عليه، لتنعم بلادنا بالأمن والأمان وتستمر مسيرة الخير والعطاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. العميد دكتور/ جرمان أحمد الشهري
Publisher
صحيفة عكاظVideo Number
747226Video subtype
بريدxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
15403Organization
جامعة ام القرى - السعودبةThe name of the photographer
جرمان احمد الشهريDate Of Publication
20081028Spatial
السعوديةالرياض - السعودية