الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
السعودية .. ملكية بمسؤولية
التاريخ
2006-10-25التاريخ الهجرى
14271003المؤلف
الخلاصة
السعودية.. ملكية بمسؤولية مع إقرار الملك عبد الله بن عبد العزيز آلية البيعة في السعودية، يكون قد حسم أكثر الملفات حساسية. فنظام البيعة يعني ترتيب بيت الحكم السعودي، وهذا الموضوع كان تابو سعوديا بالغ الحساسية، تسمعه في المجالس الخاصة، وعلى نطاق ضيق، من دون أن يجهر به أحد من المواطنين، أو أفراد الأسرة المالكة. إلا أن القرار جاء مفاجئا لأكثر الناس تفاؤلا، فهو لم يخرج الموضوع إلى حيز النور، ويحسم آلية اختيار الملك وولي العهد، بل ذهب إلى أبعد نقطة، وأكثرها حساسية، وهي انتقال الحكم من جيل إلى جيل، من أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله. وأطلق آلية سياسية جديدة داخل الأسرة المالكة، وطمأن البلاد، حاضرا ومستقبلا، بأن قطع حبل الشائعات والتشكيك، وأكد أن حكم البلاد للأصلح، وليس لاعتبارات أخرى. وفوق هذا وذاك، وضع آلية اقتراع، تحسم بالأغلبية لا بالإجماع، ويكفي أن نذكر أن الإجماع هو إحدى اكبر معضلات الشأن العربي، ويتلخص ذلك في حال الجامعة العربية، التي مفتاح إصلاحها هو إلغاء عبارة «الإجماع» في التصويت. إذاً هذه الدولة الملكية من الجرأة أن وضعت آلية حسم اختيار ولي العهد بالتصويت السري، والأغلبية. بدون شك أن نظام البيعة، يعد أحد أهم قرارات الدولة السعودية، ودليل شفافية عالية، فمن من الدول العربية يقبل بمناقشة شؤون الحكم داخل أروقة القصور، ناهيك من أن يعلن على الناس؟ فكل كتب التاريخ تقول لنا إن دون الحكم السيوف، وفي السعودية رأينا أن دون الحكم الحكمة والمصارحة. فقد ناقش أبناء عبد العزيز ليس مستقبل حكمهم، بل حتى المرض والعجز والوفاة، ومن يستطيع أن يقول لحاكم عربي وجها لوجه: ماذا لو، أطال الله بقاءك، أصابك الزكام؟ ومن هنا تظهر الشفافية والحرص على البلاد! في احدى الرحلات الخارجية كنا بصحبة احد أبناء الملك عبد العزيز وسمعته يشرح لمضيفه سير الأحداث في العالم العربي، وأسباب الكوارث التي تحل بنا، متحدثا عن دول باتت شبه ملكية ولكن بلا مسؤولية، حتى وصل الحديث إلى السعودية، فقال الضيف السعودي لمضيفه «نحن ملكية، ولكن ملكية بمسؤولية.. مسؤولية تجاه بلادنا، ومواطنينا». ولذا أقول إن السعودية، بإقرارها نظام البيعة الجديد تكون قد رتبت بيت الحكم، وهو الأكثر حساسية ودقة، في أي تركيبة سياسية لا في السعودية وحسب، وهي الآن قادرة، ومرنة لاتخاذ قرارات جريئة، وكبيرة في تسريع عجلة الإصلاح الذي شرعته، والبناء الذي بدأه المؤسس ويكمله أبناؤه. فنظام البيعة أحدث قدرا عظيما من الراحة للمواطنين وجميع المفاصل الرئيسية في الدولة. tariq@asharqalawsat.com
الرابط
السعودية .. ملكية بمسؤوليةالمصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
751045النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10193الهيئات
هيئة البيعة السعودي - السعوديةالمؤلف
طارق الحميدتاريخ النشر
20061025الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الرياض - السعودية