الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
عندما يتحدث الرمز
التاريخ
2008-12-11التاريخ الهجرى
14291213المؤلف
الخلاصة
القيادة الصالحة هي التي تتحرك وفق منطق الخير، وتعمل وفق أسس الصلاح للوطن، للمواطن، للإنسان أينما كان. الملك عبد الله بن عبد العزيز، دشن بالأمس، ومن أقدس بقاع الأرض، رؤيته العميقة للمشترك الإنساني للبشرية، واستثمر وهج هذا التجمع الإسلامي النادر الذي لا يتكرر إلا مرة كل عام، ليقدم بحكم زعامته وريادته، دعوته للعرب وللمسلمين بأن يفيقوا من سباتهم، ويدركوا متغيرات العصر من حولهم، لتكون دعوته لإجراء حوار مع الذات، بمثابة انتفاضة فكرية تنهي هذا الجمود المسيطر على الحالة الذهنية العربية والإسلامية، والتي يمكن من خلالها إحياء العقل العربي، وتصحيح مساره النفسي ليتوازن أمام الأمم. عبد الله بن عبد العزيز، إنما يعبر بهذه الدعوة عن حاجة أمّةٍ، عانت منذ قرون عديدة فصاما شخصيا، وترهلت، لدرجة أصبحت فيه مجرد «حالة صوتية»الغلبة فيها للأعلى ضجيجاً وصراخاً وغلبةً، وهذه للأسف حقبة امتدت طويلاً، حيث عانى فيها العرب خاصة والمسلمون عموماً سيادة منطق الشعارات والصوت الواحد، والرأي الواحد، مما أدى لأن ننتكس مرات عديدة، ونحتل ذيل قائمة الأمم.. دون أن يستطيع أحد أن يسبح ضد التيار، بل وصل الأمر في مجتمعات عربية قبل سنوات، أن لا أحد يستطيع أن يهمس بينه وبين نفسه.. في أبشع تجسيد لفقدان التواصل مع النفس ومع الآخر الذي ربما يكون الابن أو الزوج أو ابن العم. لم تكن دعوة خادم الحرمين الشريفين لمد جذور التواصل مع الذات، والتصالح مع النفس، إلا وعياً بما وصل إليه حال العرب والمسلمين، ولم تكن أيضاً إلا استشعاراً لما يجب أن يكون، حيث الفرقة التي تضرب جنبات البيت العربي الواحد، صارت مظهراً اعتيادياً بامتياز، وبالتالي كان من الضروري أن يكون صوت عبد الله بن عبد العزيز هو الصوت المحذر والمنبه والحامل لهموم أمتيه العربية والإسلامية.. وكأني بالأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، والذي تحدث في مقاله الذي نشر أمس في (اليوم) عن ذلك النجاح الذي حققه عبد الله بن عبد العزيز في مكة المكرمة ومدريد والأمم المتحدة، بحكم معايشته لهذه النجاحات الثلاثة، والتي كان الإعلام العالمي والسعودي شاهداً على مجريات أحداثها. حوارنا مع الآخر، مهما بلغ أقصاه، فإنه سيكون في أشد الحاجة لقاعدة متينة تنطلق من تلك الصيغة النقاشية مع النفس ومع الداخل الخاص جداً، ومعرفة التركيبة الفكرية ضروري للإلمام بالتنوع الذي فرضه الله ليكون دافعاً للتعارف والتواصل.. إنها دعوة للوقوف الصريح والشفاف لعملية المراجعة المطلوبة والتي أكدت الأيام والأحداث أن عالمنا العربي والإسلامي بحاجة لها، مع ذاته أولاً، ومع شريكه البشري والإنساني ثانياً. دعوة جاءت من زعيم كبير، قادر على إحداث التحول الكبير، في زمن لا يقوده إلا الكبار فقط.
الرابط
عندما يتحدث الرمزالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
752601النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12963الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودفيصل بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود
المؤلف
محمد الوعيلتاريخ النشر
20081211الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
مدريد - اسبانيا
مكة المكرمة - السعودية