الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
سلام العراق.. الخروج من قبضة الأجنبي
Date
2010-07-21xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14310809Abstract
أعطت الأربع والعشرون ساعة الماضية أملاً للعراقيين والعرب في أن زعماء الكتل العراقية السياسية بدأوا بالبحث فعلياً وجدياً عن مخرج للأزمة السياسية التي تلمّ بالعراق، بأمل أن تشكل حكومة جديدة يمكنها أن تنتشل العراق من أوجاعه وآلامه وجراحه. لأن استمرار الأزمة السياسية ليس سوى استمرار للأزمات الأخرى، وترسيخ لثقافة الكره والمحاصصة وعبث وكلاء القوى الأجنبية ودموية الإرهابيين ومكسب للتقسيميين والطائفيين والانفصاليين الذين يستثمرون أزمات العراق وآلامه، ويتكسبون على حساب العراق وشعبه العظيم. فيما يتعلق بالموقف العربي، فإن العواصم العربية والعواصم الخليجية على وجه الخصوص، تبارك أي اتفاق بين العراقيين يهدف إلى حقن الدماء ووحدة التراب ويضمن استقلال هذا البلد الشقيق وينشر السلام في ربوعه. وقد عبر الزعماء العرب وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن هذا الموقف في مناسبات كثيرة. وسبق أن جمع خادم الحرمين الشريفين علماء الدين في العراق في مكة المكرمة حيث وقعوا، بجوار بيت الله الحرام، على ميثاق يحرم الدم العراقي البريء ونشر الطائفية والتحريض على الكره. وكان ذلك الميثاق يستجيب لأماني أغلب العراقيين المخلصين لوطنهم وأمتهم. وفي الواقع فإن العراق العروبي الموحد المستقل العزيز الناهض اقتصادياً هو في مصلحة البلدان العربية ودعم لقوتها ورافد لنهوضها. وليس كما يروج المغرضون، أن الدول العربية ضد تعافي العراق ونهوضه. فهذه الفرية كان يروج لها الذين يحرصون على بناء الجدران بين العراقيين وأمتهم العربية وسلخ العراق من هويته وتاريخه وشموخه. ويتضح أن القوى الأجنبية النافذة في العراق تعمد إلى خلط الأوراق لأن أي حل للأزمات العراقية يعني القضاء على نفوذها ومكاسبها ومصالحها. وأولى خطوات الحل في العراق أن تحرر الزعامات العراقية من قبضة القوى الأجنبية ومصالحها وتأثير وكلائها، عندها لن يجد العراقيون، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم ومشاربهم وأحزابهم، أية عوائق أمام مشروعاتهم الوطنية، مهما اختلفوا على الأسلوب ومهما تجادلوا فسيجدون أنفسهم، يتناقشون بالأفكار، بدلاً من الحوار بالأسلحة والقنابل والمفخخات ولغة الكره، وسيلتقون في العراق ولصالحه، ويتفرغون للتفكير من أجل العراق والتخطيط لمستقبله وإنفاق خيراته وثرواته وموارده على حاجات العراقيين ولم شملهم من المنافي وتحقيق أمنهم في وطنهم ورعاية طموحاتهم وعبقرياتهم ورفاهيتهم.