الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الجنادرية مهرجان الجنادرية
التاريخ
2010-04-10التاريخ الهجرى
14310425المؤلف
الخلاصة
الجنادرية القرية التراثية شمال مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية قلب العروبة النابض محطة مهمة وأساسية لا بد من التوقف عندها وأنا العائد من الرياض بعد المشاركة في فعاليات جنادرية الثقافة والأدب والتراث الأصيل في سنتها الخامسة والعشرين . لقد شاهدت وسمعت في الجنادرية كل ما يسر كل عربي ومسلم وأجنبي وكان لي عدد من الاجتماعات مع عدد كبير من المثقفين والأدباء والمهرة في أداء الفنون والشعر ، وطالعتني ثورة داخلية رائعة على هذا المستوى حيث واكبت عصر الحضارة الحديثة تحت شمس الحضارة الإنسانية والأصالة العربية المتجذرة . احتفالات الجنادرية التي أطلقها ورعاها رجل العروبة الأشم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي لا ينفك عن دعم كل ما من شأنه رقي شعبه وعروبته منذ أن كان وليا للعهد عام 1405 هجري 1985 ميلادي تحولت الجنادرية من قرية تراثية صغيرة ، ومن سباق للهجن واستعراض السلاح في العرضة، إلى مهرجان وطني واحتفالات بالتراث والثقافة ومناسبة لالتقاء المثقفين من داخل المملكة ومن كافة الدول العربية والإسلامية قاطبة، ولعل هذا المهرجان عبر عن شيء بسيط مما في كنانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يزرع أيامه وعلى مدار السنة بالعديد من النبت الصالح ويرعى المشاريع الانمائية والثقافية والمحافظة على التراث الأصيل . واللافت هذا العام وجود دولة فرنسا كضيفة شرف حيث كان لها ركن أساسي في القرية عرضت من خلاله التراث الفرنسي إلى جانب التراث السعودي وحيث كان استقبال كبير من المشاركين الفرنسيين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. مهرجان الجنادرية الذي استضاف هذا العام أكثر من أربعمائة مشارك منها أسماء مفكرين وباحثين وإعلاميين لامعين من مختلف الدول العربية شمل أيضا الأنشطة التراثية والحرفية وأكثر من 300 حرفة متنوعة، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية والمزرعة التقليدية ، وهذا المهرجان الذي يستضيف سنويا في شهر أذار يعتبر أكبر مظاهرة ثقافية عربية، ويدل على أن الجهود التي تبذل تصب في خانة العطاء المستمر من أجل رفعة الوطن وتقدمه ليواكب الركب الحضاري مع التمسك بأهداب الدين الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة . إن المقدمات التي طالعتني تنبئ عن أن أملا جديدا وحديثا بزغ فجره من ربى تلك البلاد علما أن أكثر ما جذبني في الجنادرية ما حملته من شعار»عالم واحد وثقافات متعددة» وهو ما يتلاقى مع مؤتمر حوار الأديان الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي لقي ارتياحا كبيرا من دول العالم . لقد كنت أسمع بالجنادرية قبل مشاركتي الأولى هذا العام وكنت أظن أنها عبارة عن قرية صغيرة واذا بي أراها بلدا ذا أصالة عربية وتقاليد صميمية من حيث المضمون والمحتوى ، ووجدت هناك طليعة خيرة مثقفة من الشعب السعودي الواعي الأصيل ، في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الذي يبادرك حين يلقاك وتلقاه وهو يبتسم بطيبة متناهية ويقول لك : هذه الجنادرية أمامك مفتوحة لكل عربي ومسلم ولكل من يرغب بزيارتها، أنت في بلدك وبين أهلك . بعد جولتنا في أرجاء القرية رأينا أن الجنادرية تختصر المملكة العربية السعودية بكل مكوناتها حيث تطالعك المعالم الثقافية والتراثية فلا تمتلك إلا أن تبدي إعجابك بما ترى وتسمع وتلمس. إن المملكة العربية السعودية شعلة حياتية شاملة فيها آمال مشرقة أكبر من الشمس وشمس عربية مضيئة لن تنكسف ولن يخبو شعاعها وفيها شعب عربي مسلم حي في عيونه كل آمال العرب وأصالتهم. ستبقى الجنادرية بفضل رؤية ودعم خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية والتصميم على التغيير والتعددية والجرأة في طرح قضايا مهمة، واستضافة المفكرين والباحثين ورجال الإعلام من مختلف المذاهب والأعراق والأفكار، علامة فارقة ومحطة مميزة هي الأبرز في عالم المهرجانات الثقافية العربية. وبعد ، هذه مقدمات وعناوين عن زيارتي إلى الجنادرية قرية التراث والأصالة بل مدينة الثقافة والأدب .نعم أنا العائد من الجنادرية اليوم ، تاركاً هناك أحبة لي أصدقاء أوفياء من مسؤولين ومثقفين ، أقول مبروك للشعب السعودي هذه التظاهرة الثقافية التي أثلجت قلوبنا جميعا .
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
757003النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
13448المؤلف
نافذ قواصتاريخ النشر
20100410الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية