الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الصحة وتوالي النجاحات النوعية
الخلاصة
«الصحة» وتوالي النجاحات النوعيةكلمة الاقتصادية ربما يكون من السهل جدا متى ما توافرت الأموال اللازمة, التوسع في بناء المستشفيات والمراكز الصحية العلاجية التي ينتهي دورها عند قضايا التطبيب اليومية العادية, وربما يكون من السهل أيضا التباهي بالأرقام في هذا السياق على أنها لون من ألوان الإنجازات, وهي لا شك كذلك .. غير أن الأصعب أن يكون الرهان على التفوق النوعي, خاصة في ميدان بالغ الدقة كالمجال الطبي, حيث تظل المهارات والكفاءات محدودة على المستوى العالمي برمته. لكن المملكة التي قطعت أشواطا بعيدة في مجال التوسع في نشر الخدمات الصحية على امتداد جغرافيتها الكبيرة, وبرؤية فذة وحكيمة من قائد الإنجازات النوعية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني - حفظهم الله - بادرت ومنذ وقت مبكر بالتركيز على المنجز النوعي في المجالات الطبية كافة لتدخل حلبة السباق الأممي عبر أهم مشروع طبي لفصل التوائم السيامية, الذي استثمر كفاءة بعض أبناء الوطن, وفي مقدمتهم وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة, لإنجاز هذا المشروع الحضاري الباهر الذي وضع المملكة على رأس خريطة الدول المتقدمة في هذا المجال, ما جعلها مقصدا لكثيرين من دول العالم كافة, بما في ذلك العالم الغربي صاحب الباع الطويل في التقدم الطبي. هذا النموذج, الذي جاء في سياق جملة من النماذج الحية للتفوق الطبي النوعي في تخصصات متعددة في مختلف القطاعات الصحية في المملكة, فتح الأعين على واحدة من أهم مسؤوليات الطب الحديث, وهي الخروج من عباءة العلاج التقليدي إلى البحث العلمي المتخصص, بعد أن سخرت الدولة لهذا القطاع الحيوي كل ما يحتاج إليه من الدعم السخي للمضي قدما في استثمار الكفاءات السعودية لإنجاز مشاريعها النوعية بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن كمحضن لقاعدة عريضة من الكفاءات القادرة - بتوفيق الله - على تبديل منظار الرؤية إلى الداخل المحلي, بعدما كانت كل الأنظار تتجه إلى الخارج. وقد تجلى هذا التفوق النوعي مجددا, وهذا الاحتضان الكبير من قبل القيادة الحكيمة, فيما جاء في البرقية الجوابية التي وجه من خلالها خادم الحرمين الشريفين, شكره وتقديره لوزير الصحة وللأطقم الطبية الوطنية العاملة في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام عقب الإنجاز والنجاح الباهر الذي حققه المستشفى خلال عام 1430هـ في برنامج زراعة الأعضاء, الذي يعد الأول من نوعه في المملكة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط, فيما يتصل بزراعة البنكرياس, والثالث على مستوى المملكة في زراعة الكبد, الذي تمثل في زراعة 48 كلية وأربع عمليات زراعة بنكرياس وعمليتي زراعة كبد بنسبة نجاح بلغت 100 في المائة, حيث خرج جميع المرضى بصحة جيدة - ولله الحمد, إذ يعمل المستشفى على تقديم رعاية تخصصية بمستويات عالمية عبر أربعة تخصصات دقيقة في أمراض السرطان (أورام الأطفال والكبار), وزراعة الأعضاء, وأمراض الجهاز العصبي, والأمراض الوراثية, إلى جانب الخدمات الأخرى. وهذا النجاح ما كان ليتم لو لم يكن هناك مشروع وطني واع يأخذ على عاتقه دفع الخدمات الصحية إلى تجاوز نقطة العلاج الكلاسيكي, لينطلق في الفضاءات الأرحب, التي تحيل هذه المراكز الطبية المتقدمة بكوادرها الوطنية المؤهلة وتجهيزاتها الطبية, إلى المنافسة الدولية في التقدم الطبي, خدمة للوطن والمواطن, وتسخيرا للكوادر السعودية لإثبات جدارتها العلمية كعناصر منافسة على المستوى الدولي, وهو ما سيؤسس على المدى القريب جدا - بإذن الله - لوضع المملكة على رأس قائمة الدول المتقدمة طبيا في مختلف التخصصات, ويسهم في تخفيف أعباء العلاج, خاصة في العمليات المعقدة في الخارج, حيث بدأنا نقطف ثمار هذه الرؤية تباعا على هيئة متوالية من الإنجازات المتلاحقة.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
759586النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
5928الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودسلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة
نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
البحث العلميالتعليم العالي
الرعاية الصحية
السعودية. وزارة الصحة
المراكز الطبية
المستشفيات
فصل التوائم
تاريخ النشر
20100103الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية