الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الإصلاح المتجدد
الخلاصة
لا يذكر موقع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الرسمي على الانترنت تاريخ إنشاء معهد بحوث الطاقة الذرية التابع له، والذي حُول بمنقولاته ومنسوبيه الى المدينة الحلم، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. المتأمل في نصوص الهدف من إنشاء المعهد واختصاصاته المنشورة على رابط المعهد في موقع مدينة العلوم والتقنية، ثم في نصوص الأمر الملكي الكريم أول من أمس، سيكتشف المسافة الإصلاحية والتطويرية التي حصلنا عليها. وليس هذا انتقاصاً من المعهد ودوره والأحلام المعقودة عليه في حينه، وربما الإمكانات البشرية والعلمية التي كانت متاحة له، بقدر ما هو استقراء لما بين اسطر الأمر الملكي الكريم الذي تحدث عن مرئيات المختصين في الحكومة حولنضوبالطاقة الهيدروكربونية، أي الطاقة النفطية، وتحدث عن تزايد الحاجة إلى إنتاج الماء والكهرباء، وهنا تبرز الواقعية السعودية التي كنا نحتاجها في أكثر من مجال، وهاهي تطل علينا عاماً بعد عام بالبشائر الإصلاحية في شتى المجالات. والمتتبع لملامح الإصلاحات الاقتصادية وتطوير الأنظمة وما يمكن تسميته إعادة الهيكلة لكثير من القطاعات المعنية بالتنمية، تنمية الإنسان وتنمية الموارد، يلحظ بشكل جلي الرغبة الأكيدة في ما يمكنني تسميته وقف الاستنزاف، عبر التعامل بواقعية أكثر، بعيداً من فنتازيا الانجاز المرحلي، وقريباً من سياسة الأمد الأطول، الأعمق أثراً، والأفضل لمستقبل الناس. في كثير من الاتجاهات، التعليم العالي وتغير سياسة تركيز الجامعات الى سياسة نشرها، الزراعة وتغيير خريطة المحاصيل بما يتوافق مع إمكاناتنا، التركيز على العلوم والتقنية، التمكين لجميع أطياف المجتمع، وللجنسين في بعض الأحيان، وكثير مما يمكن حصره، أهم مما ذكرت أو اقل أهمية منه، وتبقى الفكرة أننا نحاول دوماً ترسيخ وتطوير الصحيح، وإيقاف ثم استبدال غير الموفق من المحاولات والاجتهادات. إن خطوة استراتيجية سعودية كالتي أعلنها خادم الحرمين، ستغير ملامح التنمية، لأنها ستعظم من موارد الطاقة، وستزيد إمكانات البنية التحتية للمدن، ويبقى أن تتواصل المسيرة، وان يتوقف استنزاف الإنسان في تفاصيل صغيرة معيشياً وتنموياً كالبحث عن رعاية صحية، أو فرصة تعليمية، أو الدوران في حلقات مفرغة من البيروقراطية، لعله إذا تخلص من تلك الأعباء يكون احد العقول أو فلنقل إحدى الفرص الاستثمارية التي يمكن لهذه المدينة أو للجامعات العلمية القوية أو للجهات والمنظمات الحكومية، أن تستعين به عقلاً مطوراً، يترجم سياسة الحكومة الجميلة في هذا الاتجاه، لا عقلاً مليئاً بهموم وتفاصيل صغيرة يومية. إذا ارتفعت اهتمامات الناس زادت مساهمتهم في رفع هامة الأمة السعودية. mohamdalyami@gmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
760951النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17181المؤلف
محمد الياميتاريخ النشر
20100419الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية