الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اعطوه ألف دينار وجارية !
Date
2011-08-13xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14320913Author
Abstract
قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : منذ أن أعلنت ( السعودية ) عن موقفها الإنساني والحازم تجاه ما يتعرض له الشعب السوري من حَـرب إبادة من ( جيشه الباسل ) الذي لم يطلق ما عرفنا الدنيا رصاصة واحدة من أجل ( الجُـولان ) المحتلة !! منذ أن مَـزّق ذلك الموقف جدار الصمت العربي والإسلامي أمام مشاهد قَـتْـل الأطفال الـخُـدّج ، والنساء ، والمواطنين الـعُـزّل إلا من صدور عارية ، ولافتات وبضع كلمات تطالب بالعدالة والحرية !! ذلك الموقف الذي فتح الباب لِـتَـلِـج منه العديد من الأصوات المنددة بوحشية ( النظام وزبانيته ) ، وما تلتها من خطوات وتحركات دبلوماسية خجولة !! ذلكم الخطاب والموقف السعودي كان مدار الحديث خلال الأيام الماضية في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية ، وهُـنا جَـيّـش النظام السوري أبواقه وأدواته للهجوم عليه ، والـحَـدّ من تداعياته الإعلامية والشعـبـية !! ولكن توقعوا بماذا يَـردّ الخبراء والمحللون السياسيون المرتزقة من نظام يَـفْـتِـك بأبناء وطنه على الموقف السعودي؟! تتبعت بعض القنوات الإخبارية كـ ( BBC العربية ، و 24 الفرنسية العربية ، والجزيرة والعربية ) ، وغيرها ؛ فوجدت خطاباً مكرراً يبدأ وينتهي بـحـجـة فريدة وحيدة : ( ليس من حق العاهل السعودي وحكومته التنديد بما يحدث في سوريا ، وهم لم يسمحوا حتى الآن بقيادة المرأة السعودية للسيارة ) !! نعم لقد كان النظام السوري يُـبَـرّر قتله الأبرياء ، ودكّـه للمدن بالمدافع والدبابات بنظرية المؤامرة ، والعصابات المأجورة المسلحة ؛ أما الآن فالـدافع الجديد لجرائمه تجاه شعبه هو مَـنع الحكومة السعودية لقيادة المرأة للسيارة !! إن كَـانت ثورات الربيع العربي التي عصفت ببعض الأنظمة المستبدة طلباً ( للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، ولقمة العيش ) ؛ قد كشفت عن حقيقة عقليات وسياسات بعض الأنظمة التي تُـدِير شؤون المواطن العربي ، وتتحكم في مصيره ومستقبله ، وقوت أطفاله ؛ فما هي إلا أنظمة دموية ترقص على امتصاص دماء وأرواح الأبرياء !! فإن تلك الثورات التي قام بها ( عامة الشعب المطحون ) الذي طَـلّـق الخوف وَوَأَد الذّل ، قد أماطت اللثام ، وأسقطت الأقنعة عن وجوه الكثير من النُـخَـب العربية المثقفـة والمفكرة التي كانت تملأ الفضاء وزوايا الصحف ، وقاعات المحاضرات والمؤتمرات بالنظريات والحديث عن الحقوق والمثاليات ؛ فحقيقتها التي ظهرت أنها فقط مرتزقة تتسوّل رضا الزعماء ، وتقتات مِـن فُـتَـات موائدهم ؛ وصورة نمطية تاريخية تعيد للذاكرة مشهد ذلك المفكر أو الشاعِـر العربي الذي يطرق باب السلطان ، ثم يَـسجُـد بين يديه مُـسَـبِّحَـاً بحمده ، معظماً لقداسته ؛ ليُـنادي بعدها ( السلطان ) منتشياً : ( أعطوه ألف دينار وجَـارية ) !! فتحية لكل شعب يبحث عن الكرامة ، ولو كان الثمن حياته ، وصادق الدعاء للشعب السوري الأبي ، وتأبين وسرادق عزاء لكثير من أدعياء الفِـكْـر والثقافة الذين ما زالوا يبحثون عند الزعماء عن ( الجَـارية والألف دينار ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .