الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الوصية الجديدة .. لأجيال تتعاقب
الخلاصة
جلس ماتيوس بالقرب من والدته ذات صباح على حافة احدى النوافذ في منزلهما الريفي وتحدثا معا، قالت له والدته بشوق: ألا ترغب في الزواج يا بني؟. قال لها ماتيوس: لا اعلم بالضبط، ولكن يا والدتي اريد ان اذهب الى المملكة العربية السعوية قبل ذلك. فوجئت من جوابه، وقالت على عجل لماذا يا عزيزي؟ قال ماتيوس وكان وجهه هادئا وحذرا: اريد ان احج، واقوم بمناسك الحج التي طالما حلمت بها، ولم اؤدها بعد. قالت له والدته مذعورة: ألم تقرأ وصية جدك عندما قدم من الحج قبل زمن بعيد، لابد انك لم تفهمها جيدا، أو أنك لم تقرأها، لا اريد ان افقدك يا بني!، ألا تعلم بأن السعودية عبارة عن صحارى جرداء تلتهم البشر بجوعها المفرط، وحيواناتها الضارية المفترسة وخلو احشائها من المواد الضرورية للحياة، ألم تسمع جدك يوما عندما حدثنا كيف كاد ان يهلك وهم يسيرون فوق ظهور ابلهم بعد ان فقدوا الماء وعدموا الأمن، حيث استبيحوا من قبل بعض المجرمين وقطاع الطريق الذين سلبوهم ما يملكون، وقتلوا دليلهم.. فتاهوا في شعابها المهلكة التي يقودك اغلبها الى المجهول، ولم تقع اعينهم على خضرة أو كلا يسدون به جوع رواحلهم.. ألم تسمع وتتأمل ما ورد في الوصية!. قال لها وقد اخذته الحيرة والعبرة: هذا كلام قديم يا أماه، نحن الآن نعيش عصرا جديدا، فلقد تغير الحال واصبحت مكة والمشاعر مكانا حضاريا من الطراز الأول كل ذلك بفضل الله ثم بفضل وجهود من يتولون الامور هناك وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز... ألا تسمعين وتقرئين!. ولكن يا بني ما هذا الهراء، أنا لا أصدق، اعطني دليلا يمزق ما علق في ذاكرتي من صور مفزعة عن الصحاري القاتلة. قال لها ماتيوس: حسنا يا أماه فلدي الدليل وفي جعبتي البرهان، هل لك ان تأتي معي الى غرفتي لكي اعرض عليك بعض المشاهد الحية والحديثة عن السعودية وخاصة المشاعر من موقع www.mnask.com التابع لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، ومدى التطور هناك والذي يظهر بجلاء وروعة الانجاز النهضوي السعودي. عندما رأت ما يحويه هذا العرض المختصر، بكت وانهمرت دموعها، وتحسرت على تلك السنين المتطاولة التي لم تذهب خلالها لقضاء فريضة الحج من جراء (صور ذهنية سوداء).. مشهد كذا ابكى ماتيوس، فاحتضن امه وجعل يقبل رأسها، عند ذلك قالت له حسنا يا بني عندي شرط واحد لذهابك هناك. قال لها ماتيوس: ماهو يا أماه، وانت تعرفين....
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
777194النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12148الموضوعات
الحجرعاية الحجاج
تاريخ النشر
20060101الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية