الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الكسلُ طريقُ الموات!
التاريخ
2014-08-08التاريخ الهجرى
14351012المؤلف
الخلاصة
فيكم كسل وصمت. كلماتٌ قليلة وعفوية، هي تلك التي وجهها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لجمع من رجال الدين في مجلسه، إلا أنها رغم بساطتها وتلقائيتها، تعبر عن القلق العميق من الحال التي وصلت لها كثير من المجتمعات المسلمة، حيث العقلُ مغيبٌ، والغرائز هي المتحكمة في أفعال وطرائق تفكير كثير من الجماعات والأحزاب والنخب التي يفترض بها أن تكون طليعة التنوير والتغيير. إلا أن الإشكالية تكمن في استرخاء النخبة من جهة، وضغط العامة من جهة أخرى، وهو الضغط الذي خلق عصباً جموعويا يتراكم يوماً بعد آخر، ليستحيل متناً أساساً، بعد أن كان مجرد هامش من الهوامش، لا قيمة تذكر له!. ليست الإشكالية في تحول الهامشي إلى متن، وإنما في أن هذا الفاعل الاجتماعي والسياسي والثيولوجي الجديد، لا يستند لنظرية علمية تبتني عليها مقولاته وأدبياته. وكل ما هو في المشهد، مجموعة مقالات واستحسانات ذوقية، أعطاها الطابع الجمعي دفعة رومانسية، جعلها من القوة بمكانة أن تغدو وكأنها مركبُ نجاة. وما زاد من تعقيد المشهد، هو الصراعات السياسية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت هذه الخطابات الماضوية وجماعاتها، جزءاً من الأوراق التي يتم التبارز بها، قبل أن تستحيل مارداً يهدد الجميع. الحال التي يمرُ بها المسلمون كما أشار الملك عبدالله في غاية الحساسية والدقة، وهي ما دفعته للقول إن الوطن مهدد، وأنه مستعد لأن يتقدم الصفوف دفاعاً عن كيان الدولة. وهو بذلك يريد من المعنيين، رجال دين ودولة، أن ينفضوا هذا الصمت السلبي، تجاه ما يحدق بالمنطقة من مخاطر، وما يتهدد الإسلام من تشويه وتحريف. إن صمت كثيرٍ من رجال الدين هو نتيجة طبيعية لكسلهم، وهو الكسل الذي يخلق حالة من الاسترخاء وعدم المبالاة، بل، يخلق حالة من الجهل والظلامية. فالمتكاسل صعبٌ عليه أن يتعلم، وإن لم يتعلم فلن يكون بمقدوره أن يفهم ما يدور من حوله من نوائب ونوازل، وبالتالي سيفتقد للرؤية والحكمة التي تجعله يتصرف بشكل منطقي أمام ما يستجد بين يديه من أحداث. إذن، المتكاسل، يشعر بعدم قدرة على الفعل، وعدم قدرة على المواجهة، ومن هنا سيكون بالنسبة له الصمتُ من ذهبٍ!. الصمت هو ما دفع كثيراً من الشباب السعودي ينقاد دون وعي إلى سوح قتالٍ لا يعرف من أبجدياتها شيئاً. هو الذي جعل أبناء الوطن بين قتيل أو جريج أو مسجون، في: العراق، وسورية، واليمن، ولبنان.. وسواها من المناطق الساخنة. الجرائم التي تقوم بها داعش والنصرة والقاعدة، لا تخفى على لبيب، ونقدها والتصدي لها ليس بالأمر العسير. فلا المشهدُ الحاصل مشهدٌ ملتبسٌ لا يتضح فيه الصواب من الخطأ، يجعل رجل الدين محتاراً بين خيارين. بل، نحن أمام جماعات وعصابات اختطفت الإسلام، وشوهت صورته، واستحلت الدماء التي حرم الله، وهتكت الأعراض، وتسير بعماء حاملة مناجل من نار وكراهية. أي أنها ببساطة، تنتهك أبسط أبجديات الإنسانية والشرائع السماوية، لا يختلف في ذلك عاقلان!. صمتُ اليوم، سيجلبُ لمجتمعنا الصراخ والعويل غداً، وسيجعل الثواكل والبواكي تتكاثر. ولذا، من الحكمة أن يظهرالعالم علمه بكل شجاعة وحكمة ووعي، قبل أن يأتي يوم، لا يفيد الناس فيه ذلكم العلم.
الرابط
الكسلُ طريقُ الموات!المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
837728النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16846الموضوعات
مكافحة الارهابالمؤلف
حسن المصطفىتاريخ النشر
20140808الدول - الاماكن
السعوديةالشرق الاوسط
اليمن
سوريا
لبنان
الرياض - السعودية
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
صنعاء - اليمن