الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
التضامن الذي يريده شعب فلسطين
التاريخ
2014-11-28التاريخ الهجرى
14360206المؤلف
الخلاصة
يصادف يوم الغد (السبت) الموافق للتاسع والعشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)2014م اليوم العالمي للتضامن مع شعب فلسطين، الذي اغتصبت أرضه وشرد أهله من قبل الكيان الصهيوني. والاحتفال لا يعدو أن يكون مهرجانا تلقى فيه الكلمات وتوجه فيه الرسائل وتصدر فيه النشرات وتقام فيه المعارض والأفلام الوثائقية ثم ينفض الجمع. ودولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها السافر على الشعب العربي الفلسطيني بكل أشكاله من قتل وتهجير ومصادرة أراض وتقطيع أوصال واعتقالات يومية واجتياحات وبناء جدار الفصل العنصري ومصادرة الأراضي من محيط أراضي القدس الشرقية بهدف تهويد المدينة المقدسة. وشعارات التضامن لم تحل قضية فلسطين، والشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه، حتى تلك التي اعتبرتها الجمعية العامة، غير قابلة للتصرف، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. ومرت القضية الفلسطينية بتغيرات كبيرة ووقعت اتفاقات ظلت حبراً على ورق بسبب المناورات والوعود الاسرائيلية الكاذبة.. فهم كما وصفهم الله في كتابه {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (100) سورة البقرة. إن حل القضية يكمن في تفعيل حقيقي لكلمة (التضامن)، فالاحتلال الصهيوني لا يُوَاجه من خلال مقاومة فصيل بل لابد من دعم حقيقي على المستوي الدولي والعربي والإسلامي والفلسطيني، تضامن يدرأ الخطر الذي يمثله الكيان على السلم العالمي وحقوق الإنسان. تضامن يبدأ من إخوتنا في فلسطين بالحفاظ على المصالحة وتجنب النزاع المفضي إلى الوهن كما قال تعالى: ( { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال) ولا تزال ذاكرة التاريخ تحتفظ بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي وجهها إلى الفلسطينين جاء فيها:"" إنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أذكركم بأيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة، إنني استحلفكم بالله، رب البيت الحرام، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء، استحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم، ووطنيتكم أعلى من صغائركم، استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع، وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب، وهو سبحانه القائل ووعده الحق (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). وآن للأمة أن تتآزر على هدي ثوابتها الإيمانية كما قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } (103) سورة آل عمران و كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وشبَّك بين أصابعه، وكم نحتاج إلى بثِّ روح الفاعليَّة والابتعاد عن العشوائيَّة الانفعاليَّة، وتحتاج إلى أن تكون على قدر المواجهة، واستشعار روح المسؤوليَّة.. تضامن العالم الحر مع فلسطين لأنَّها قضيَّة حقٍّ وعَدالَة، حيث اتضح للعالم كله ما يمارسه الكيان من انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب لاسيما في العدوان الذي شنه على غزة مؤخرا. ومن المؤشرات الإيجابية تتابع الاعترافات الدولية بدولة فلسطين،وكان من أحدثها اعتراف السويد بدولة فلسطين ولذلك أهمية كبيرة باعتبارها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن هذه الاعتراف، وفي منتصف الشهر الماضي، اعترف مجلس العموم البريطاني، في اقتراع رمزي بدولة فلسطين بأغلبية ساحقة. هذا فضلا عن 135 دولة في العالم، بينها 7 دول أعضاء حاليا في الاتحاد الأوروبي، علما بأنها كانت قد اعترفت بذلك قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وهي تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطا وقبرص. إن إرساء العدل في العالم ودحر الظلم في ربوعه مسؤولية إنسانية، كما بين ذلك رسول الإسلام–صلى الله عليه سلم- ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه). وشعب فلسطين لم يعد تشغله تلك الاحتفالات الكلامية بالتضامن قدر ما يريد تضامنا حقيقيا يسترد من خلاله حقوقه السليبة.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
872650النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15141المؤلف
عادل رشاد غنيم - دكتورتاريخ النشر
20141128الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
المجر
بريطانيا
بولندا
رومانيا
فلسطين
قبرص
مالطا
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بوخارست - رومانيا
بودابست - المجر
نيقوسيا - قبرص
وارسو - بولندا