الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
رحلة الأمير إلى بلاد الحرير
الخلاصة
الأيام التاريخية في حياة الأمم والشعوب قد تكون قليلة بل نادرة، والزعماء التاريخيون هم من يكونون مساهمين في صناعة هذه الأيام التاريخية. ولا شك أن زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين، بوصفها أول دولة يزورها بعد توليه الحكم، كانت حدثاً تاريخياً، سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي؛ وذلك لأمرين مهمين في تاريخ العلاقات الدولية، هما: 1- إيجاد التوازن في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب بعد أن تأخرنا كثيراً في ذلك. 2- التنبؤ بالمستقبل القادم للشرق، خاصةً الصين، وهو ما صدقته الأحداث هذه الأيام بعد أن أصبحت الصين إحدى القوى السياسية والاقتصادية العظمى في العالم معتمدة على إرث حضاري وتاريخي وثقافي لآلاف السنين. ولهذا استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أن يوجه «البوصلة» شرقاً مع الإبقاء على البوصلة الأخرى غرباً. ومنذ ذلك التاريخ حتى هذا اليوم قطعت العلاقات بين المملكة والصين شوطاً ضخماً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد جاءت زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع نائب رئيس مجلس الوزراء، لتكون يوماً تاريخياً آخر خالداً في مجال العلاقات بين الشرق والشرق، مؤكداً استمرار استراتيجية المملكة في الاستمرار على التوازن في العلاقات الدولية، وواضعاً بصمته السياسية والتاريخية في الانطلاقة الثانية للعلاقات بين المملكة والصين ورعايتها ومدها بموارد البقاء والنمو والاطمئنان على استمرار اتجاه «البوصلة» شرقاً بعد أن خشي كثير من المراقبين أن تكون قد تأثرت بما تواجه من رياح عاتية محملة بالغبار النووي أو الكيميائي التي تسود العالم، وتتأثر بها منطقتنا في الشرق الأوسط. لقد جاءت الزيارة التاريخية للأمير سلمان أمير المؤرخين وأحد القادة التاريخين الذين ساهموا في صناعة التاريخ الوطني منذ عهد المؤسس - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في وقت مهم ومنعطف تاريخي يمر به العالم من حولنا، ليكون أول قائد سياسي ووزير دفاع يقوم بزيارة للصين في عهد القيادة الصينية الجديدة التي أكدت أن علاقتها مع المملكة علاقة استراتيجية، وأنها تنظر للمملكة على أنها الدولة الوحيدة التي لها مكانتها السياسية والاقتصادية والدينية والاستراتيجية في العالم العربي وعلى مستوى دول الشرق الأوسط بشكل عام. وقد قابلتها المملكة بمثل ذلك، وهو ما أكده الأمير سلمان في لقائه بالزعيم الصيني. لقد شهدت هذه الرحلة التاريخية الثانية من الرجل الثاني بعد الرحلة الأولى لخادم الحرمين الشريفين أمرَيْن مهمَّيْن، يسجلهما التاريخ، هما: أولاً: الاطمئنان على الزرع الذي تم بذره في الرحلة التاريخية الأولى لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله. ثانياً: الانطلاق بالعلاقات الدولية بين البلدين الصديقين إلى مجال أرحب وأوسع، وتوقيع اتفاقيات جديدة في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري والاستثماري والدفاعي والثقافي، وتصحيح بعض المسارات الاقتصادية بين البلدَيْن فيما يتعلق بالاستيراد والتصدير، ورفعها إلى مستوى أعلى من الكفاءة والجودة والالتزام بالمعايير العالمية من كلا الجانبين. إن الأيام الثلاثة التاريخية في زيارة الأمير سلمان للصين تعرف بما حققته الآن وفي المستقبل، كل يوم تاريخي يختلف عن الآخر. إن كل يوم من الأيام التاريخية الثلاثة في زيارة الأمير سلمان للصين ليقول «هاأنذا أهم يوم»، ويحق لكل يوم أن يفتخر بما تحقق من إنجازات، ولكن يبقى اليوم الأخير والساعات الأخيرة هي «مسك الختام» الذي تجلى على محيا سمو الأمير سلمان وهو يلتقي أبناءه الطلبة المبتعثين ليقول لهم بكل حب وصدق: إن الزراعة الحقيقية هي فيكم، هي التي ستبقى للزمن والتاريخ، أنتم الجيل القادم الذي يعول عليكم في بناء وطنكم. وكأنه يقول لهم: أنتم يا طلبة الصين والشرق تتميزون عن الآخرين باقتحامكم مجالاً لم يسبق لأحد من قبلكم، وتعلمتم لغة غير لغة الغرب، واكتشفتم تاريخاً وحضارة لها آلاف السنين. لقد كانت لحظة تاريخية في عمر الشعوب، أبكت عيون من يرى أبناءه في تلك الأصقاع البعيدة بين يدي سمو الأمير سلمان. ولقد كنت أنا واحداً من هؤلاء الذين فرحوا بهذه اللحظة التاريخية، وأيضاً ممن حزن لأنه لم يكن موجوداً معهم. كنت أتمنى أن أكون ممن صافح الأمير سلمان؛ لأعيد الذكرى العظيمة بالنسبة لي حينما صافحته واستلمت من يده شهادة التخرج في منتصف التسعينيات الهجرية (السبعينيات الميلادية). كنت أتمنى أنني كنت من الذين صافحوا الأمير سلمان لأقول له: يا سمو الأمير، لقد صافحتك قبل 40 عاماً، والآن أبنائي في الصين يصافحونك. كنت أتمنى أنني كنت
الرابط
رحلة الأمير إلى بلاد الحريرالمصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
847169النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
15146الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
مقرن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الهيئات
مؤسسة الملك فيصل - السعوديةمركز الملك عبدالله الدولي لنشر اللغة العربية
وزارة الثقافة والاعلام - السعودية
تاريخ النشر
20140318الدول - الاماكن
السعوديةالصين
الرياض - السعودية
بكين - الصين