الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الميزانية والاستثمار في بناء الإنسان
التاريخ
2014-12-30التاريخ الهجرى
14360308المؤلف
الخلاصة
googletag.cmd.push(); الصفحة الرئيسة رأس المال قراءة: د. بكري معتوق عساس في مطلع الألفية الميلادية الثانية (2001م) كان نصيب قطاع التعليم العام، والتعليم العالي، وتدريب القوى العاملة، من ميزانية المملكة 53 مليار ريال فقط، وفي عامنا هذا - ورغم كل تداعيات انخفاض أسعار النفط - كان نصيب هذا القطاع من ميزانية الدولة 217 مليار ريال!!إننا نتحدث عن أربعة أضعاف، عن زيادة تقارب 400 في المئة، خلال مدة لاتتجاوز أربع عشرة سنة، وبنسبة تعادل 25 في المئة من إجمالي ميزانية الدولة!بدأت هذه الطفرة التعليمية منذ سنة 1426هـ في السنة التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، حيث ارتفعت الميزانية المخصصة للتعليم وقتها بما يقارب 45 في المئة لتبلغ 70 مليارا، ثم استمرت الزيادة التدريجية سنويا، حتى جاءت الطفرة الثانية سدنة iJ1432، إذْ قفزت ميزانية التعليم والتدريب إلى 137 مليارا، بزيادة 32 مليار عن السنة السابقة، وبعد سنتين فقط جاءت القفزة الثالثة حيث ارتفعت الميزانية إلى 204 مليارات، بزيادة بلغت 54 مليارا عن العام السابق، وخلال سنتين - ورغم كل الضغوط الاقتصادية الهائلة - ترتفع الميزانية المخصصة للتعليم بمقدار 13 مليارا، لتصبح اليوم 217 مليار ريال. إن المتتبع لهذه المسيرة المالية المتصاعدة بثبات يلحظ بوضوح أن الذي يشغل هاجس القيادة السعودية إنما هو (الاستثمار في بناء الإنسان)، إنها تدرك أن (المواطن السعودي) هو الثروة الحقيقية الباقية، وليس النفط الذي قد ينضب يوما ما، وهي تدرك أيضا أن بناء إنسانٍ فاعلٍ بطاقاته وقدراته قد يكون أشقّ من بناء مدينة من الحجر والأسمنت.ولم تكن تلك الميزانيات الضخمة مجرد أرقام على الورق، بل تحولت إلى مؤسسات تعليمية ضخمة عملاقة، كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة، وجامعات: طيبة، وتبوك، وحائل، وجازان، والطائف، والقصيم، والجوف، والباحة، وعرعر، ونجران. إضافة إلى مشاريع رائدة، كمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، ومشروع الملك عبدالله للابتعاث، إلى غير ذلك من المنجزات الضخمة، التي تصب في مصلحة بناء الإنسانِ السعودي، وتأهيله لهذا العصرِ المعرفي الذي باتت المعلومة فيه ركيزة الحضارة.إننا نعيش اليوم عصرا توارت فيه قوة السلاح لصالح قوة العلم، وتراجعت فيه كتائب العسكر أمام كتائب العلماء، وباتت الكلمة فيه لمن (يعرف) أكثر، لا لمن (يملك) أكثر، وها نحن نرى دولا صغيرة الحجم، ضئيلة المساحة، تؤثر دوليا وعالميا أضعاف ما تؤثر دول أخرى أوسع مساحة، وأكثر سكانا، والسبب (العلم) و(المعرفة) وحسن توظيفهما، فكيف إذا توجهت دولة بحجم المملكة اقتصادا وإنسانا إلى تفعيل (اقتصاد المعرفة) والمزاحمة في عالم الريادة العلمية والابتكارية؟ولذلك سعى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله سعيا حثيثا لتطوير اقتصاديات التربية والتعليم في تخطيط واستثمار رأس المال البشري السعودي، للنهوض باقتصاد المعرفة، وكانت هذه واحدة من هداياه الكبرى إلى الشعب السعودي، وإزاء هذا الدعم والتوجيه والعناية والاهتمام كان لا بد لشباب الوطنِ من موقف صدق يكافئ هذا الحنو الأبوي، والتوجه الريادي، من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. إن شباب المملكة وشاباتها يحظون في هذه الأيام بفرص هائلة لم يحظ بمثلها من سبقهم، فالجامعات بالعشرات تفتح أبوابها للدارسين والمعيدين، وبرنامج الابتعاث يستوعب عشرات الآلاف بل مئات الآلاف، وبرامج الإبداع المعرفي تنتشر في مؤسسات الدولة، ووسائل الإعلام تقوم بدورها توعية وإبرازا، وآلاف الفرص تطل من هنا وهناك، إن المملكة اليوم ورشة عمل ضخمة جدا تدور بلا كلل من أجلِ إنتاج جيل سعودي شاب يستلم الراية، ويواصل مسيرة بلده العظيم، فهل وعى شبابنا حجم المسؤولية؟ هل أدركوا مقدار العبء الملقى عليهم؟ هل استشعروا أن كل (ريالٍ) يزداد في ميزانية الدولة يعني مسؤولية جديدة على عواتقهم؟.لست أدعي أن مؤسسات الدولة لاتخطئ ولا تقصر، بل أقول: إنها قامت بدور ضخم، وحراك فريد، استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وبقي أن يقوم الشباب بدورهم وإنهم لفاعلون بإذن الله.وإن ما نشاهده الي
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
848110النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
17657الهيئات
جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود - السعوديةجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - السعودية
المؤلف
بكري معتوق عساستاريخ النشر
20141230الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية