الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
استجابة ملك الإنسانية لرسالة النجف
الخلاصة
استجابة ملك الإنسانية لرسالة «النجف»كلمة الاقتصادية المفاجأة التي عقدت لسان (شرطي النجف) والد السياميتين العراقيتين (زينب ورقية) أثناء تلقيه اتصال معالي وزير الصحة السعودي الجراح العالمي الدكتور عبد الله الربيعة، الذي نقل له موافقة خادم الحرمين الشريفين وملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز على نقل ابنتيه إلى المملكة وإجراء جراحة الفصل لهما، هي جزء من التعبير العفوي حيال معاناة أولئك البسطاء الذين يُمتحنون بمثل هذه الظروف .. حينما تشح الإمكانات بنوعيها عن بلوغ شاطئ الأمل .. فالإنسان ولد حرا .. لذلك هو يمقت السجن بمعناه المادي، فكيف هو الحال إذن حينما يكون هذا السجن سجنا داخل الجسد بحيث ترتهن روحان مختلفتان إلى حركة جسد واحد؟ إن المعاناة في هذه الحال لا تتوقف عند أولئك الأطفال السياميين وحسب، وإنما تمتد إلى جميع أفراد أسرهم لتحيلها إلى حالة استنفار متواصل على مدى الساعة لتحقيق معادلة الحرية في هذا الظرف العنيف من الالتصاق، وهو ما أدركه ملك الإنسانية بحسه الأبوي الشفيف الذي ينغمر في أقصى المشاعر الأبوية ليستشف عذاباتها وآلامها .. عندما استثمر نباهة أحد أبناء شعبه ومهارته الطبية في هذا المجال الإنساني، ليذلل كل المصاعب التي مهما بلغت تكاليفها المادية .. فإنها لا تساوي شيئا أمام القيمة الإنسانية الباهرة لهذا العمل الأخلاقي والإنساني العظيم، الذي منح المملكة قيادة وشعبا .. أرضا ووطنا هذه المرتبة الضخمة من الاحترام لدى كل أمم الأرض وشعوبها. (نصير محسن) والد الطفلتين، الذي بعث برسالته إلى المليك من النجف .. مثله مثل أي أب يجد نفسه في مثل هذه الظروف، لكنه أيضا كان مثقلا بكل ما يثقل مثله من البسطاء .. ممن تضيع استرحاماتهم في أدراج البيروقراطية، وضياع الحس الإنساني، لذلك كان يعتقد أنه سينتظر طويلا، قبل أن يُفاجأ بأن من بعث باسترحامه إليه هو من يستعجل إنجاز إجراءاته ليستثمر الوقت في سبيل إنقاذ الطفلتين، ذلك لأن المسافة بين موقع عبد الله بن عبد العزيز كزعيم سياسي، وقائد وطن ضخم وبين هذه المواقف الإنسانية، ليست هي ذات المسافة التي تتهيأ لأي رجل سلطة آخر يزدحم برنامجه اليومي بجليل المهمات الجسام، لأنه الأقرب دائما في مشاعره وإنسانيته من هذه الأحاسيس الجياشة، وقد منحها تأشيرة الوصول إليه بسرعة البوح نفسها، عندما يتم بين مهموم وذي مروءة .. على قاعدة الشاعر العربي الذي يقول: ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع إن تحرير هذه الأرواح من سجن الجسد .. ليست مهمة طبية مجردة تستقيم باستقامة الأدوات والكفاءة .. فهي واحدة من أكثر العمليات الطبية تكلفة وتعقيدا .. لكنها بالنسبة لملك الإنسانية رسالة أخلاقية أراد لها أن تعكس روح الإسلام الخالد الذي كرم الروح وصانها، ورسالة إنسانية أراد من خلالها أن تقول للعالم بمختلف أجناسه وأطيافه إن العطف واحترام آدمية الإنسان من أهم قيم هذا الدين، وإن هذا الوطن الذي يشكل قبلة المسلمين هو الأجدر دائما باستشعار مآسي الطفولة في مثل هذا الظرف العسير، أراد أن تقول كل هذا قبل أن تقول في مضامينها حكما عن هذا الحجم من السمو في المشاعر، وهذا الإحساس المرهف بآلام وعذابات الآخرين، وهذا القلب الذي يحمله هذا الزعيم الذي ينبض بالخير للجميع دون تمييز بين قريب أو بعيد مواطن أو شقيق، لتتم هذه المبادرات تحت عنوان واحد .. هو بالتأكيد العنوان الإنساني الكبير .. الذي روّض كل الأحقاد والضغائن بين الفرقاء، وأحالها في مشروع عبد الله بن عبد العزيز إلى برامج إنسانية لا تغيب عنها شمس الحق. إن انعكاسات هذه المبادرات لن تتوقف فقط عند الأشخاص الذين يمسهم الموقف مباشرة، لكنها ستتعداهم إلى كل ما يحطم حواجز الريبة والظنون بين الأقطار والشعوب والثقافات .. لتلتحم كلها في المنظومة نفسها التي من أجلها أطلق خادم الحرمين الشريفين مشروعه في حوار الحضارات .. بغية ترقية قيم الإنسانية على كل ما عداها، الذي يقرأ لائحة المستفيدين من مشروع فصل التوائم باختلاف أقطارهم وانتماءاتهم وأديانهم ومذاهبهم .. يستطيع أن يقيس حجم النبل في هذه الزعامة التي تشرق كشمس منفردة في مجرة من الخصومات.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
408279النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
6096الموضوعات
الحرس الوطني. الخدمات الصحيةالسعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
علاج الأطفال السياميين
تاريخ النشر
20100620الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق