الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
بلجرشي حائرة بين أصالة القرية ورياح التطوير
التاريخ
2008-11-25التاريخ الهجرى
14291127المؤلف
الخلاصة
تظل القرية العربية بتاريخها العريق اثيرة لدينا نحن العرب نحملها في ذاكرتنا أبد الدهر حيث ذكريات الطفولة والشباب والكهولة وحيث مراتع الأهل والأحباب وحيث تاريخ الآباء والأجداد. والقرية هي مهوى القلوب وراحة النفوس ففي ربوعها يظل نور التراث ذلك الموروث الثقافي الذي ننهل منه علماً وتاريخاً وأدباً وأخلاقاً.وخلال هذه الأيام طفت على سطح الحياة في قرية بلجرشي مسميات يطلق عليها «الحديثة» فتم استبدال اسم القرية الى حيَّ. حيث جاء في جريدة عكاظ يوم السبت 12 - شوال - 1429هـ العدد 15386 في صفحة محليات العنوان «ضعاف النفوس طمسوا التسمية الجديدة من اللوحات الإرشادية» وجاء تحته مباشرة بالخط العريض «تطوير القرى إلى أحياء يثير جدلا في بلجرشي» بقلم علي محمد الغامدي - بلجرشي. وقد اثار هذا جدلاً واسعاً حيث هناك فريقان: الأول مؤيد للتغيير بحجة ما يسمى التطوير، والثاني معارض حفاظاً على هوية القرية، ولكنه لايرفض ما يفيد أهلها وسكانها.لقد اتهم الفريق الأول الفريق الثاني بالعبث كونهم قاموا بطمس اللافتات الجديدة، وهذا اتهام لا يحق ان يصدر من الذين يشاركون في الحوار، فالحوار يجب أن يكون على مستوى المسؤولية دون إلقاء التهم وإطلاق العنان للألفاظ، وتوصيف الآخرين بالعابثين وتحريض السلطات ضدهم، ولما كان الحوار يستوجب أن أكون مشاركاً فإنني من خلال موقفي كأحد أبناء الدار العليا من قرية الطلقيّة التابعة لمحافظة بلجرشي، لا أؤيد ما تفعله بلدية بلجرشي، وهذا يبقى شأنها، ولا بد ان تنفذ ما تراه صالحا للناس، وعلينا جميعاً احترام ذلك، لأنه صادر عن قيادات واعية وجادة داخل المملكة العربية السعودية، وهدفنا جميعاً النهوض بمملكتنا الغالية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحمل في وجدانه حب الشعب السعودي ويعمل بإخلاص منقطع النظير لراحة شعبنا، لذلك لا بد ان تكون هناك رؤى حول هذا الحوار الدائر بين ما يسمى بالقرية والحي.وأنا أقول: إن القرية هي التي يوجد بها أهلها الأصليون الذين يكونون من لحمة واحدة، ينتسبون لها، ومن ذوي الأرحام، ولهم فيها مساكن وجبال وسهول وأودية ومراع وحقول، وغدران وخلجان، وأشجار وارفة، وجداول جارية، ولكل من أهل القرية بير و «زير» ومسارب ومشارب وحمى وربوع، كما ان القرية يكون بها عدة أحياء.وجاء في لسان العرب أن القرية هي المساكن والأبنية والضياع وقد تطلق على المدن وبها حصون وقلاع ومساجد وملاعب واسعة للعرضة والأفراح وتمتد القرية على مسافة كبيرة من الكيلومترات بين جبال وقد يوجد بها حيوانات مفترسة وغيرها وبها الكثير من الغابات، ويمتاز أهلها بالكرم والشجاعة والنخوة والمروءة والنبل والعفة والحمية وحماية غيبة الجار من أبناء القرية وسكانها الى آخره من الصفات الإسلامية الحميدة.أما الحي فهو مجموعة من الأبنية يسكنها خليط من البشر من شرائح المجتمع ليس لهم صلة أو قرابة مع بعضهم البعض ويوجد به مسجد وحديقة ويفتقدون الى الصفات القروية ولا يملكون أكثر من منازلهم ولا يمكن أن يكون في الحي قرية حتى أن تسمية المجمعات داخل المدن الحديثة بالقرى خاطئ.واسم القرية ورد ذكره في القرآن الكريم في خمس وخمسين آية ولنأخذ أمثلة على ذلك في قوله تعالى: «لتنذر ام القرى»، وقوله تعالى: «وتلك القرى أهلكناها لما ظلموا» وقوله تعالى: «وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها».لذلك أرى أن المسألة لا تحتاج كل هذه الضجة المثارة وأن اسم قرية هو اسم اصيل وتراثي، وهو مدلول على الترابط والعفة والكرم والحمية.المهندس صالح سعيد الخازم
المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
411060النوع
بريدرقم الاصدار - العدد
15431المؤلف
صالح سعيد الخازمتاريخ النشر
20081125الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية
بلجرشي - السعودية