الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
كرسي الحسبة.. خطوة واعدة
Date
2009-12-29xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14310112Author
Abstract
كرسي الحسبة.. خطوة واعدةمحمد بن عبد الكريم بكر من السمات التي تتميز بها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - تمسكها بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا تزال المملكة تسير على ذلك النهج بفضل الله تعالى ثم بفضل العناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد، والنائب الثاني للجهود التي تنشد نشر الفضيلة في المجتمع ومكافحة السلوكيات الضارة والفاسدة، وعلى رأس تلك الجهود الأعمال التي تضطلع بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إذ تحظى الهيئة بدعم سخي من الحكومة لتمكينها من القيام بواجباتها وتطوير أدائها الذي بات ضرورة ملحة كي لا تنعزل جهود الهيئة بعيدا عن المجتمع وهمومه وهو يسير بخطى حثيثة بل متسارعة في الربع الثاني من القرن الخامس عشر الهجري. ولعل من فضول القول أن يشير المرء إلى المتغيرات التي شاهدتها الحياة العامة في المملكة خلال الـ 70 عاما ونيف التي انقضت منذ تأسيسها. ومما يسر الخاطر ذلك الحراك الذي بدأت تشهده الهيئة في الفترة الأخيرة تحت إدارتها الجديدة ما لمسه كثير من ملاحظة انضباط سلوك رجالها ميدانيا، التعامل بالحسنى، تغليب مبدأ حسن الظن بالآخرين، وفي كل الأحوال الالتزام بسنة الستر والإصلاح. بالطبع أن تلك الصورة الجميلة قد تكون لها استثناءات كثيرة إذ إن عملية بناء النماذج الصالحة وتدريبها تتطلب وقتا وصبرا، ومن ثم جاءت الخطوة الواعدة بإنشاء» كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة» في رحاب جامعة الملك سعود، وهو ما يعد من أهم التحالفات الاستراتيجية التي أبرمتها الجامعة لخدمة المجتمع. يسعى كرسي الحسبة إلى «تحقيق عديد من الأهداف منها إثراء المعرفة والمشاركة في إنتاج البحث العلمي في مجال الحسبة وتطبيقاتها المعاصرة، والإسهام في استمرار تميز المملكة وريادتها في تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشخيص واقع العمل الميداني في مجال الحسبة، وكذلك رفع كفاءة القائمين على شعيرة الأمر بالمعروف وتطوير قدراتهم بما يتفق مع أهميتها ومكانتها، ومنها التعرف على مدى انتشار السلوكيات السلبية في المجتمع وكيفية معالجتها». هناك سلوكيات سيئة، يمكن وصفها بالقبيحة، بدأت تبرز تدريجيا في المجتمع وعلى استحياء خلال العقدين الماضيين، إلا أنها انتشرت في الآونة الأخيرة إلى حد يدعو إلى تكاتف أكثر من جهة للتصدي لها واحتوائها، وقد ترى أبحاث «الكرسي» دورا للهيئة في ذلك الجهد. من بين تلك السلوكيات الغش في الأسواق بأشكاله من أسعار ومواصفات ومكيال وغيرها. وليس التركيز هنا على البضائع الواردة فقط، بل أيضا على بعض المنتجات الغذائية المحلية التي يخشى سقايتها بمياه غير صالحة، حفظها في أماكن غير مناسبة، ونقلها بوسائل غير آمنة. وفي السياق ذاته, يمكن الحديث عن البضائع التي تعاد تعبئتها من قبل بعض العمالة غير النظامية، رغم انتهاء صلاحيتها ما يشكل خطرا على الصحة العامة. لا تقتصر التجاوزات على ما يجري في الأسواق فحسب، إنما هناك انتهاكات صارخة لحق الطريق يرتكبها السواد الأعظم من الناس غافلين عن الجانب الإيماني في قضايا النظافة وإماطة الأذى عن الطريق وغيرها مما أوصى به الدين الحنيف. ومن اللافت للنظر أن يرى المرء تلك التجاوزات بشكل مضاعف بالقرب من المساجد في شهر رمضان المبارك, ولا سيما بعد التوسع في موائد إفطار الصائمين التي يرعاها بعض المحسنين. إن ما يفترض أن يميز رجال الأمر بالمعروف، المثابرة في العمل، المتابعة الدقيقة لما يوكل إليهم من مهام، ومعرفتهم الجيدة بمناطق عملهم، هي مزايا يمكن توظيفها في تحقيق منافع أخرى للمجتمع في إطار رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من تلك المنافع المتابعة الميدانية لمشاريع الخدمات المتعثرة ورفع تقارير موثقة عن ذلك للجهات المعنية، وهذا مجال واسع للمحتسب إن ابتغى وجه الله تعالى بعمل صالح. سقف التطلعات عال، وأحسب أن الهيئة والجامعة لن تفرطا في تلك الفرص.
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
411211Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
5923The name of the photographer
محمد بن عبدالكريم بكرDate Of Publication
20091229Spatial
السعوديةالرياض - السعودية