الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
الحَج بين التّجْديد وأَنَانِيْة العِبادة!!
التاريخ
2009-11-21التاريخ الهجرى
14301204المؤلف
الخلاصة
الحَج بين التّجْديد وأَنَانِيْة العِبادة!!عبدالله منور الجميليونحن نعيش موسم الحج، من نافلة القول التأكيد على أن المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا قدّمت وتقدّم الكثير لخدمة ضيوف الرحمن في شتى المجالات، رغم الصعوبات والتحديات التي تبرز معالمها في الأعداد الكبيرة من الحجاج، وتواجدهم في مكان محدود، واختلاف لغاتهم، وبيئاتهم، وثقافاتهم، وطباعهم، وأعمارهم بين شيخ هَرِم وطفل صغير. هؤلاء يؤدون عملاً واحدًا في الوقت نفسه، أو في وقت متقارب في نظام وتحركات تخضع لأحكام شرعية لا يمكن تجاوزها. ورغم النجاحات الموسمية المتواصلة -ولله الحمد- أعتقد أنه يمكن تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا الجانب، واختصار الوقت والجهد للوصول للأفضل، من خلال البعد عن الرتابة والتقليدية في آليات تنفيذ برامج الحج من خلال الإفادة من التقنيات الحديثة والمَيْكَنَة، والأخذ بالمعطيات الشرعية الجدية التي تلامس الواقع وتتوافق معه. وفيما يلي بعض المقترحات التي قد تكون مطروحة، وهنا يتم التأكيد عليها، والدعوة لتفعيلها، ومنها:* أن الحج من أكبر عوامل ومظاهر توحيد صفوف المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأيدلوجياتهم، إضافة إلى الأجواء الروحانية التي يتسم بها. فيمكن الإفادة منه في التقريب بين الشعوب الإسلامية، ونشر ثقافة الحوار، والتسامح بمختلف الوسائل والوسائط التي تناسب الجميع، مع التأكيد على وجوب التنسيق في ذلك بين المؤسسات الحكومية والحملات الداخلية والخارجية، والجمعيات الخيرية، حتى لا تتشتت وتضيع الجهود.* استثمار التقنية في التواصل مع الحجاج، فيمكن من خلال بطاقة إلكترونية ذكية يحملها الحاج تحوي (معلومات عنه: بيانات شخصية، ظروف صحية، الحملة التابع لها، مقر إقامته في مكة والمشاعر)، هذه البطاقة يمكن أن تبعث إشارات إلكترونية يمكن بها الاستدلال على الحاج، وفي هذه التقنية توفير للوقت والجهد، وتوفير لطاقات بشرية ومادية مهمتها إرشاد الحجاج التائهين. وفي هذا الأمر تبرز تقنية (البلوتوث) التي تساهم بفعالية في إرشاد الحاج، وفي تزويده بخرائط للمشاعر، وأخرى عن الحركة المرورية ومَواطن الازدحام.* الطرق التقليدية في نصح الحجاج وتقديم الفتوى لهم، التي مازالت تتم بواسطة جيوش من العلماء الذين تُثْقِلُ مقراتهم ومخيماتهم المصاحبة كَاهِل المساحة المحدودة للمشاعر، كما أن اللغات المختلفة لضيوف الرحمن قد تقف عائقًا أمام بعضهم، هذه الطرق يمكن الاستغناء عنها من خلال نظام آلي بواسطته يتم استقبال الفتاوى، وإرسال التوجيهات والنصائح (نصيًّا وصوتيًّا ومَرْئيًّا، وفي كل اللغات وكل الأوقات)، وكذلك عبر إذاعات متخصصة وشاشات في الطرق والميادين.* الأخذ بالفتاوى التي تُيَسّرُ فعاليات الحج على المسلمين، فمع الحفاظ على المُسَلّمات الشرعية، فالفتاوى المتشددة انتهى عصرها في عصر يحكمه واقع جديد، والتيسير من سمات ديننا الحنيف، ورفع الحَرج من أبرز القواعد الفقهية، يقول أبو إسحاق الشاطبي: (ولو كان الشّارع قاصدًا للمشقة في التكليف، لما كان ثَـمّ ترخيص ولا تخفيف).* الأخذ بالدراسات والأبحاث الحديثة وتفعيلها حتى لا تكون حبيسة الأدراج، وحبرًا على الأوراق، ومن أبرزها الصادر عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وأذكر منها الآن دراسة لحل مشكلة الزحام والتدافع في الطواف اقترحت أن يتم الطواف بشكل حلزوني.* التشديد على منع تكرار الحج، فالبعض أدمن الحج سنويًّا دون مراعاة لحقوق الآخرين، والمسؤولية الكبرى هنا تقع على عاتق العلماء في توجيه هؤلاء وتحذيرهم من مغبة فرديتهم وأنانيتهم في العبادة.الجهود والإمكانات التي توفر لموسم الحج كبيرة وعديدة تُذْكَر فَتُشْكَر، ولكن لابد من التطوير والتجديد، والبحث عن الإبداع. ألقاكم بخير، والحجاج في أحسن حال، ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
416004النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17013المؤلف
عبدالله منور الجميليتاريخ النشر
20091121الدول - الاماكن
السعوديةمكة المكرمة - السعودية