الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
فلسطين مكرمة في مكة المكرمة
Date
2007-02-11xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14280123Author
Abstract
فلسطين مكرَّمة في مكة المكرمة غازي العريضي تساءل كثيرون: هل ستنجح المحاولة ولماذا تختلف الحركتان في فلسطين وتتفقان في السعودية والاسئلة كانت تنطلق من أزمة ثقة بين الطرفين، ومن تربص قوى إقليمية دولية كبيرة بهما وحرص على تعميق الفتنة بينهما، ومن تصميم اسرائيل على استهدافهما ورفض الحلول والاتفاقات، وتمسك بسياسة الحصار والتجويع والقتل والتشريد. ذهب قادة حماس وفتح إلى مكة. كان القرار السعودي: هذا بيتكم. هذه دياركم. اتقوا الله. ناقشوا. حاوروا. اتفقوا. ونحن لا نتدخل في شؤونكم. فليكن قراركم مستقلاً. تطلعوا إلى شعبكم ومصلحته أولاً وإلى قضيتكم قبل أي شيء آخر. ونحن معكم !! وترجمت الأقوال بالأفعال. ترك الأخوة يناقشون. وهم كانوا على مستوى عال من المسؤولية. والتصريحات التي صدرت عن الفريقين وقبل بدء المباحثات الجدية كانت في منتهى الشجاعة والصدق. وأكدت الحرص على الخروج باتفاق. وهذا ما حصل. فقد توج الحوار في رحاب مكة بنجاح كبير وأعلن الاتفاق النهائي بكل تفاصيله الأساسية برعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين وكانت الكلمات في الختام طيبة وحاسمة لجهة الالتزام بالتطبيق والحرص على وحدة الشعب وبحسم كل الخلافات بعيداً عن الاقتتال. وعليه ستقوم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي ستكون الحكومة الأولى في تاريخ فلسطين التي تشكل على هذا الأساس. هكذا كانت الصورة في مكة. وكل العالم كان يتطلع اليها. أما في فلسطين فقد كان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت يطلق تصريحات يناشد فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يقاوم الضغوط عليه للتعاون مع خالد مشعل وحركة حماس. وأن يرفض تشكيل حكومة وطنية معها !! وبالفعل، كانت الجرافات الاسرائيلية تقوم بحفريات حول المسجد الأقصى وتحته، وتعتقل المناضلين الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الشوارع مستنكرين. وبعد الإعلان عن الاتفاق تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات واعتداءات اسرائيلية على المصلين في المسجد وخلقت مناخ انتفاضة جديدة في وجه الارهاب الاسرائيلي. وفي العالم العربي كان الكل يتابع وقائع الحوار والاتفاق في مكة. منهم من كان مرتاحاً وعبر عن ذلك بوضوح. ومنهم من كان مستاء وصامتا. فالمستاؤون شعروا وكأن ورقة سحبت منهم لأنهم تعاملوا ويتعاملون مع فلسطين وقضيتها على أساس أنها ورقة في ألاعيبهم وحساباتهم الخاصة. وبالتالي لا تهمهم وحدة الشعب الفلسطيني. ولا تهمهم قضاياه ومعاناته، المهم هو فقط مصالحهم المباشرة حتى ولو اقتضى الأمر، إسقاط أو عرقلة اتفاق بين القوى الفلسطينية المختلفة وجعل الصراع بين الفصائل الفلسطينية والابتعاد عن وضع أي ثمن في المواجهة. فالحرب الكلامية سهلة. لكن الذي يدفع الثمن ويعاني هو الشعب الفلسطيني. ومن المستائين أيضاً من شعر بأن تكريس دور المملكة كمرجعية وحاضن لفلسطين وشعبها وقضيتها، وسند أساس لها، وبأن الجهد الذي بذله خادم الحرمين الشريفين والثقة الكبيرة بشخصه ودوره النبيل الصادق في الرغبة في وصول فتح وحماس إلى اتفاق وفي توحيد الصف الفلسطيني، ينم كل ذلك عن شخصية ابرز رجال وكبار هذه الأمة اليوم وأصدق حكمائها في وقت تحتاج فيه الأمة إلى الرجال الذين يقرأون بحكمة ويتصرفون بعقلانية ويدركون مخاطر المرحلة ويكون عنوان تحركهم الصدق فيما يقولون ويفعلون. نعم هذه حقيقة لمسناها في مراقبتنا وتقييمنا لنتائج حوار مكة الفلسطيني. والسؤال الآن إلى أين بعد مكة هل ستنفذ الاتفاقات اسرائيل بالتأكيد سوف تنقلب عليها وعلى الطرفين حماس وقتح. ستستمر في تصعيدها واعتداءاتها وإرهابها ضد الشعب الفلسطيني. وهذا سيعزز الوحدة الفلسطينية وسيجعل مواجهة الاحتلال أسهل. قد يقول البعض سيؤدي ذلك إلى تقوية التطرف في صفوف الشعب الفلسطيني، وهذا يخدم فريقاً على حساب فريق آخر، أو يعزز قراءة وموقع الطرف الفلسطيني الذي سيعبر ضمناً عن امتعاضه من الاتفاق والذي ربما تحركه هذه الجهة أو تلك. هذا احتمال قائم. ولكن تكون اسرائيل في مثل هذه الحالة المسؤولة عن أي تدهور ويكون الشعب الفلسطيني كله في مواجهتها!! وفي هذا الجانب فإن المجتمع الدولي مسؤول، خصوصاً الدول التي رحبت بالاتفاق. وهي مدعوة إلى تقديم كل الدعم للحكومة التي ستشكل على أساسه، ولممارسة الضغط على اسرائيل لإلزامها بالإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ولعدم تقويض الاتفاقات وآمال وفرص التسويات. نعم، نحن أمام مرحلة جديدة على مستوى الشعب الفلسطيني. الذي يطل باتفاق مكة أقوى وأكثر صلابة ووحدة ووعياً وتماسكاً وتصميماً على المواجهة متسلحاً بعناوين سياسية أجمع عليها ممثلوه وبدعم سعودي كبير ومن المفترض أن يكون دعماً عربياً ودولياً إذا كان ثمة حرص لدى الجميع تماماً كما كانت الحال في مكة على الأمن والاستقرار. وفي طليعة الدول تأتي الولايات المتحدة الأميركية المطالبة اليوم بسياسة أكثر حكمة
Publisher
صحيفة الرياضVideo Number
414581Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
14111Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
The name of the photographer
غازي العريضيDate Of Publication
20070211Spatial
اسرائيلالسعودية
العالم العربي
دار العلوم
سوريا
فلسطين
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
دمشق - سوريا