الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اسألوا النتائج
التاريخ
2009-12-06التاريخ الهجرى
14301219المؤلف
الخلاصة
اسألوا النتائج عبد المنعم مصطفىلماذا لم تصمد البنية التحتية في جدة لتقلبات الطبيعة التي لم تبلغ حد الكارثة؟ هل بسبب خطأ في ترتيب الأولويات، أم بسبب فساد بعض الذمم؟يظل نجاح أي عمل مسرحي رهنا بمدى قدرة فريق العمل على اقناع المشاهدين بأن ما يشاهدونه هو حقيقة. وبقدر إتقان كافة أطراف العمل لمحاولة ايهام الجمهور.. ثم ايقاظه من الوهم في نهاية المسرحية، بقدر ما ينجح العمل المسرحي في تحقيق أهدافه.. أما في الحياة فالإيهام مرفوض لأنه قد يكون مقدمة لحالة من الاحتيال تقود بدورها إلى كوارث كان يمكن طوال الوقت تجنبها اذا تذكرنا أننا في الحياة ولسنا على المسرح، وأننا لسنا في مواجهة جمهور لكننا جزء منه، وهكذا فالإيهام ليس سوى لون من ألوان الاحتيال، نشطت كافة الأمم لمواجهته عبر مرجعيات بعضها ثابت وممتد، وبعضها طارئ ومحدود. كارثة السيول التي عصفت بجدة لم تكن وهمًا، فالسيل حقيقي، وأسبابه معلومة، وهو قد اختار دروبه أو اصطنعها لنفسه على مدى آلاف السنين، توارثت خلالها الأجيال المتعاقبة خبرات توقعه وتوقيه والتصدي له، والنجاة من شروره، واستثمار عوائده، ومعالجة آثاره، ومع ذلك فقد (فوجئت) جدة بالسيل!!. والمنطق يقتضي رد المفاجأة إلى أصولها، لأن السيل كما قلنا يمكن توقعه، كما يمكن سلفًا التعرف على مساره وتحديده وتجنبه.. ثم استثماره.. فهل حدث في جدة شيء من هذا؟.. وإن كان لم يحدث فلماذا؟ هل كنا نعلم سلفًا بأمر السيل؟! المنطق يقتضي أن تكون الاجابة بـ (نعم).. والمنطق ذاته يأبى أن تكون الاجابة بـ(لا). ومادام الأمر كذلك، هل أعددنا أنفسنا لتوقي السيل أو حتى لمواجهته؟! وإذا كنا قد أعددنا أنفسنا لتوقيه أو مواجهته فلماذا أخفقت خططنا في التعامل معه (قبل وقوعه واثناءه وأحياناً بعده)؟ قد يكون من السابق لأوانه التحدث عن عدم وجود استعدادات لكن من المناسب التحدث عن عدم كفاءة الاستعدادات، واسألوا النتائج، فهي تجيب بذاتها عن ذلك، فلو كانت الاستعدادات جيدة وتتسم بالكفاءة والفاعلية لما وجدنا حفرة للموت في حي العدل ابتلعت عائلات بأكملها، حين التهم السيل كل من اعترض طريقه، ولما آلت النتائج وأرقام الوفيات والمفقودين وأعداد السيارات الغارقة والمنازل المهدمة الى ما آلت اليه.لدينا إذن قرائن ولا أقول أدلة على عدم وجود آليات كفؤة تتوقى السيل وتتصدى له، وتتعامل مع توابعه، فلماذا غابت تلك الآليات الكفؤة؟ سؤال يستدعيه المنطق،....
الرابط
اسألوا النتائجالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
415840النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17028الهيئات
مجلس الوزراء - السعوديةالمؤلف
عبدالمنعم مصطفىتاريخ النشر
20091206الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية