الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
ملك الوطن .. ورجل الأمة ..
Date
2006-07-26xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14270701Abstract
لم تطلب المملكة مبايعتها زعيماً للأمة العربية، أو أن تجلس على كرسي قيادة العالم الاسلامي، لكنها في وسط العالمين موجودة بقوائم أعمالها ومواقفها، فمثلما يهدمون المنازل، ويقتلون كل الفئات العمرية وتذهب بعض الحكومات إلى سد الطرق في خلق مناخ عربي يسوده التفاهم، ويتطرف آخرون بطروحاتهم وسلوكياتهم إلى حد الخروج عن كل نواميس الحياة، وبمنطق أقرب إلى خطباء مرحلة الستينات والخمسينات، تأتي المملكة لتكون عامل التوازن بدفع المنطقة إلى فهم ما تريد، وما يطلبه الآخرون منها وعندما تعلن موقفها، بدون مواربة، وبشكل صريح بما يسود في لبنان وفلسطين، فهي الأقرب إلى المنطق، إذ لم تركب موجات الأصوات العالية، لتنحاز، أو تتطرف ضد جبهة وإنما تحدثت بما يمليه واجبها وأخلاقها، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الأكثر تحركاً في داخل وخارج من يديرون المعارك، بهدف أن تتوقف عمليات الجرائم الإسرائيلية، لكن بدون أن ننفي عن أنفسنا كأمة عربية مسؤوليات بعض التصرفات غير الموضوعية والتي وصلت إلى حد التهور، والتسبب في كل ما يجري.. ولم تعمل المملكة على توظيف وسائل الإعلام، لتكون ناطقاً بالنيابة عن دول المنطقة، لكنها رافقت بعث وفودها للدول المؤثرة في القرار الدولي، ومن يتماس مع القضيتين في لبنان وفلسطين أن بادرت بدعم مادي كبير أي قدمت خمسمائة مليون دولار كنواة لصندوق عربي لإعمار لبنان، وإيداع ألف مليون دولار في المصرف اللبناني المركزي حتى لا تهتز الليرة، أو يتواصل مع الخسائر البشرية والبنية التحتية، انهيار في العملة اللبنانية، وتقديم منحة مائتين وخمسين مليون دولار للشعب الفلسطيني كنواة لصندوق عربي ودولي لإعمار فلسطين، وقد سبق أن قامت بدعم من أنهكتهم الحروب والكوارث الطبيعية، ولم يحدث في كل هذا العطاء أن فاخرت، أو طلبت مقابلاً سياسياً أو دعماً لموقف يخصها، أو وسيلة تقربها من طرف عربي أو دولي، لأنها تشعر أن معركتها ليست فقط في تشييد معالم الداخل، وهو الأحوج إلى كل رقم يمكن أن يبني جامعة أو مجموعة أحياء سكنية، أو انهاء معاناة الفقراء، وإنما ظلت على ايمانها بالدور الذي لا يعطي للكلمات أكبر من حجمها حتى يسجل موقفاً ما، بل جاءت لتقول وتعطي، بهدف أن امكاناتها مسخرة لهذه الأمة، لكن إذا افترضنا تنامي الانعكاسات السلبية، كأن تمتد الحرب إلى أكثر من إقليم ووطن، وهو ما حذرت الدول الكبرى بذلك، فإن الأمر يبقى خارج ما تستطيع فعله، ولذلك مثلما للعرب واجبات، ومطالب، وبأن لا نلتفت لمن يجعلون من الحروب بنوداً في المزايدات، أو الاعتماد على آراء مضللة تدعي الانتصار وخاصة من قبل قوى لا تزال أسيرة تجييش العواطف، وإنما لفهم الأدوار المحيطة بنا، والتي تصل إلى حد فرض إرادتها علينا، وهذا لا يفهم منه إفراغ الأمة العربية من قدراتها، وإنما لا تضاف إلى رقم خسائرنا آراء تقودنا إلى حماقات، وحدنا من يدفع ثمنها، ومن ثم نقف على ما نهدم ننعى التاريخ والأمة والوطن كثكالى كل العصور