الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
اتفاق مكة أحرج الأمريكيين وأفرغ برنامج أولمرت السياسي من مضمونه
الخلاصة
اتفاق مكة بين حماس وأبو مازن أحرج الإدارة الأمريكية وأفرغ برنامج الحكومة الإسرائيلية السياسي من المضمون. البشرى السيئة هي أننا احتُجزنا مرة أخرى كأرنب في مصابيح سيارة. والبشرى المحرجة في الحقيقة هي أننا محتجزون هناك مع الولايات المتحدة. لقد تمت خيانة الإدارة الأمريكية ثلاث مرات حتى وُقع في يوم الخميس الاتفاق بين أبو مازن وحماس في مكة: كانت الأولى على أيدي الرئيس مبارك المصري. والثانية على أيدي الملك عبد الله، ملك المملكة العربية السعودية، والثالثة على أيدي أبو مازن. إن هؤلاء الحلفاء الثلاثة لأمريكا لم يستجيبوا لتوسلات كوندوليزا رايس، وفاوضوا خالد مشعل وأخضعوا إرادتها لإرادته. يوجه الاتفاق ضربة مُذلة لمجد رايس في واشنطن. فعلى رغم تحذيرات البيت الأبيض، بذلت رايس في الوقت الأخير كل ما بوسعها لتعزيز أبو مازن وزيادة مكانته. في يوم الاثنين، في التاسع عشر من فبراير، كان يفترض أن تقطف ثمار جهودها في لقاء قمة احتفالي، تحت رعايتها، بين أولمرت وأبو مازن، يكون خطوة أولى نحو بدء تفاوض بين الطرفين. إن الاتفاق الذي وقع في مكة أفرغ القمة من المضمون. رايس حائرة الآن هل تعقد القمة أو تلغيها. وعد أبو مازن، بقنوات دبلوماسية، الانتظار بإقامة حكومة الوحدة الفلسطينية إلى ما بعد القمة. هذا ربع عزاء لرايس. يريد أبو مازن في الواقع مواصلة الحصول على رعاية أمريكا وكأن الاتفاق الذي وقعه مع حماس غير موجود، والتعاون مع حماس وكأن أمريكا والرباعية وإسرائيل غير موجودين. يصعب على رايس أن تبتلع حبة الدواء هذه.لم يذهب أبو مازن ورجاله إلى مكة راغبين، فقد قادهم الغضب إلى هناك. فالمصادمات العنيفة بين قوات فتح وقوات حماس هددت بأن تتدهور لتصبح حربا أهلية بكل معنى الكلمة. ليس أبو مازن مُعدا لهذا النوع من المواجهة. وربما خاف على حياته كما تزعم جهات في إسرائيل، أيا كان الأمر، لقد فضل سلاما داخليا مؤقتا مع حماس على حلفه طويل الأمد مع الأمريكيين. لقد آمنت الإدارة الأمريكية أنها قادرة على تنمية ائتلاف سُنّي يمتد من شمال إفريقية حتى لبنان للتصدي لإيران الشيعية. إن اتفاق مكة يحتم على الأمريكيين تفكيرا آخر. قد يكون أولئك الذين يقترحون على الإدارة أن ترى النزاع العربي - الإسرائيلي حالة خاسرة، وأن تصرف انتباهها إلى مناطق أخرى في العالم، قد يكونون على حق. وقد يكون أولئك الذين يقترحون تجاهل طابع حماس الإرهابي على حق. وقد يكون أولئك الذين يقترحون على الإدارة التفاوض بين إسرائيل وسورية على حق.إن حرج رايس لا يخفف شيئا من صعاب أولمرت. كان أبو مازن أمله السياسي الأخير. ابتعد هذا الأمل الآن، إن لم يذب. لم يبق له إلا أن يحاول إقناع العالم بأن يواصل مقاطعة حكومة الفلسطينيين. إن رؤيا من هذا النوع كانت جيدة لإسحاق شامير لا لإيهود أولمرت. مائدة أولمرت فارغة. إنه لا يبادر في المجال السياسي، وهو يرد فقط على مبادرات الآخرين. وفي المجال الاجتماعي أحدث عددا من التغييرات لكنها لم تتجمع إلى اليوم في برنامج مصوغ واحد، وفي صيغة واحدة، وفي قول يمكن أن يجند من ورائه تأييدا عاما. إن مصيرنا ومصير حكومته في أيدي آخرين: لجنة فينوجراد، والمحققون على اختلافهم، وأفراد النيابة العامة. كل أرنب يُحتجز في مصابيح سيارة يعلم أن المصابيح مقدمة فقط. فالإطارات تأتي بعدها.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
592359النوع
تحليل اخبارىرقم الاصدار - العدد
12575الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودايهود اولمرت
خالد مشعل
كونداليزا رايس
محمود عباس
تاريخ النشر
20070304الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
الولايات المتحدة
ايران
فلسطين
لبنان
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
طهران - ايران
واشنطن - الولايات المتحدة