الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
وقولوا للناس حسنا
التاريخ
2008-06-07التاريخ الهجرى
14290603المؤلف
الخلاصة
السبت, 7 يونيو 2008محمد صلاح الدينمن قديم، اقتضت حكمة المولى عز وجل، أن يكون الحوار هو منهج الرسالات السماوية كلها، وسبيل الأنبياء والرسل أجمعين، كما اقتضت مشيئته جل وعلا أن يقيم الحياة الإنسانية، على أساس من الكرامة وحرية الاختيار في قوله تعالى (ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..) (الإسراء 70)، (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن ومَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) ( الكهف 29)، وأن يرسي علاقات البشر على أساس من الأخوَّة الإنسانية التي تقتضي التعارف والتعايش والمرحمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..) (الحجرات 13).وإن تعجب فعجب أن يغيب عن البعض من المسلمين ومن غيرهم، أن القرآن الكريم هو كله كتاب حوار، يؤصل منهجه ويبسط ويفصل طرائقه، ويُعبِّد سبله، ويرسخ آدابه، ويحتفي بكل أطرافه، بلاغًا لرسالات الله، وبسطًا لرحمته سبحانه ودعوةً لمحبته، وإشاعةً لفضله ورحمته، وتأسيسًا لأكرم وأنبل العلائق بين خلقه، وبديلاً للشقوة والاقتتال بين عباده.ولابد أن يتأمل المرء -أيًا كان دينه- بعمق، وأن يتدبر بوعي، كيف أن المولى جل شأنه، لم يستنكف عن محاورة ملائكته وخلقه، ولم يستثنِ سبحانه من الحوار، حتى الطغاة من عباده، المنكرين لألوهيته، المشركين بربويته، المناوئين لرسله، مما هو مبثوث في كتاب الله، يتلى آناء الليل وأطراف النهار.* * *من أجل ذلك لابد أن نرحب بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سواء للحوار بين طوائف المسلمين في مؤتمر الحوار، الذي شهدته مكة المكرمة منذ أيام، أو بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات السماوية والمذاهب الوضعية، فذلك كما أسلفت منهج الرسالات السماوية، وسبيل البلاغ الذي ارتضاه الله لكل من اصطفاهم سبحانه من أنبيائه ورسله.يقول خادم الحرمين في خطابه لعلماء ومفكري الأمة، الذين اجتمعوا في مكة المكرمة: «أيها الإخوة الكرام: إنكم تجتمعون اليوم لتقولوا للعالم من حولنا، وباعتزاز أكرمنا الله به، إننا صوت عدل، وقيم إنسانية أخلاقية، وإننا صوت تعايش، وحوار عاقل وعادل، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن، تلبية لقوله تعالى: (ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وإنا إن شاء الله لفاعلون.أيها الإخوة الكرام: ما أعظم قدر هذه الأمة، وما أصعب تحدياتها في زمن تداعى الأعداء، من أهل الغلو والتطرف من أبنائها وغيرهم إلى عدل منهجها، تداعوا بعدوانية سافرة، استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية، ولهذا جاءت دعوة أخيكم لمواجهة تحديات الانغلاق، والجهل، وضيق الأفق، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة، دون عداوة واستعداء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).»* * *إن من توفيق الله، أن ينطلق حراك الأمة من مهبط الوحي، وظلال البيت العتيق، فالتحديات كما قال خادم الحرمين الشريفين جسيمة، والمخاطر مروعة، ولا سبيل لمواجهتها إلا باجتماع الأمة، ثم تعاونها مع أهل الخير من أصحاب الديانات الأخرى في العالم، فذلك هو السبيل الوحيد للسلام والأمن والاستقرار والتعايش، الذي يطمح إليه الجميع، ولا يستطيعون العيش بدونه.فاكس: 6530693-02msalahuddin@makpublish.com
الرابط
وقولوا للناس حسناالمصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
600064النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
16481الموضوعات
التعددية الدينيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلامي
العالم الاسلامي - الاحوال السياسية
حوار الأديان
المؤلف
محمد صلاح الدينتاريخ النشر
20080607الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية