الباحثين الكرام سوف يتم الانتقال الى المكتبة الرقمية بحلتها الجديدة خلال الاسبوعين القادمين
هوبي شوب
التاريخ
2006-09-09التاريخ الهجرى
14270816المؤلف
الخلاصة
هوبي شوب - عبد العزيز محمد العريفي - 16/08/1427هـ azarify@writeme.com كلما سنحت لي الفرصة للسفر خارج الوطن الحبيب خصوصا للبلاد المتقدمة حضاريا وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجدني أول ما أنجذب إليه حين تطأ قدمي أرض تلك البلاد زيارة محال الهوبي شوب وهي محال كبيرة تعنى بكل ما يحتاج إليه الهواة لتنمية مواهبهم في شتى المجالات العلمية والفنية، حيث تحفل بكل المواد والأدوات والآليات فضلا عن الكتب والمنشورات التي تسهم جميعا في قدح خيالات النشء وتحرك فيهم مكامن الإبداع، وتدغدغ شهوة المعرفة، فهناك على سبيل المثال كل ما تحتاج إليه عندما تهم ببناء طائرة صغيرة أو نموذج لقاطرة أو سفينة أو حتى تلفزيون أو راديو، فضلا عما تزخر به تلك المحال من مواد أولية ودارات كهربية وغيرها، مما يساعد على بناء عقليات ابتكارية تحفز للاختراع، ويجد الموهوب سواء كان ذكرا أم أنثى مبتغاه بين أرففها، بل إنه يجد الكثير من النقاط التي كانت تائهة عن حروف خاطره، والعدسات التي تذهب عن عينيه الغشاوة التي كانت تكدر صفو ذهنيته الابتكارية، إلى درجة أن يشعر وكأنه يلتقي نفسه لأول مرة، وكأنه عاد فجأة إلى بيئته الحقيقية لتحتضنه ويجد فيها مأربه وتحقق له أحلامه وطموحاته التي لطالما كان تواقا لتحقيقها، وتعج تلك المحال أيضا بكل ما خطر وما لم يخطر على بال من أدوات الفن، كالأصباغ الزيتية والمائية والإكريليك والمعدنية والقليزية والفسفورية والأضواء الكيماوية واللوحات والفراشي بشتى أنواعها وأدوات النحت والحفر والخياطة والحياكة وغيرها، عرضت جميعا بطرق ابتكارية منظمة تدعو إلى الإعجاب، والغريب أن غالبية القائمين على تلك التجارة هم من الموهوبين والأذكياء الذين لا تكاد تكف ألسنتهم عن إبداء الآراء العلمية والفنية ومحاولة تثقيف الزبائن، وغني عن القول إن تلك المحال باتت تشكل عنصرا مهما في ثقافة الشارع الأمريكي وتعددت فروعها لدرجة أنك تجد ما يربو على المائة فرع في المدينة الواحدة، مما يدل دلالة قاطعة على أن النشء الأمريكي لا يزال في أوج نشاطه وتوجهه نحو الاختراع والابتكار وحب العلم والاحتفاء به، كما أن الاهتمام بالموهوبين والموهوبات وتنمية مداركهم وتحفيزهم على التمتع بالعلم والتلذذ بمنتوجه في المنازل والمدارس والمحافل الترفيهية ومن ثم استثمار تلك العقول الوثابة الأخاذة خصوصا الغضة منها والفذة لصالح الوطن والإنسانية - أضحى من المسلمات في تلك الأصقاع، وهذا سر ازدهار تجارة عبقرة العقول وانتشار مثل تلك المحال على واجهات الشوارع الغربية، فهل يا ترى سيأتي اليوم الذي نرى فيه مثل تلك الأسواق التي تبيع الذكاء تنتشر في مدننا كما تنتشر الصيدليات ومقاهي إهدار العقل والصحة والوقت؟ وهل ينجح بعض الأثرياء من مثقفي بلادنا في تحقيق آمال وتطلعات مولاي خادم الحرمين الشريفين الراعي الأول للموهوبين؟ فلو كنت أملك رأس المال الكافي لبادرت فورا بإقامة مثل هذا المشروع، وإنشاء أول سوق متكامل للموهوبين والموهوبات لا لهدف مادي بحت بقدر ما هو هاجس يؤرقني وتوجه واع ورغبة أكيدة وإسهام مني ربما كان متواضعا وفي بدايته لتبني هذا المشروع ومحاولة للخروج من مأزق التخلف وأزمة سطوته والنهوض بالأمة، ودفع عجلة التقدم وإبادة مكروبات الجهل بسلاح العلم والثقافة، فالمكتبة أو القرطاسية وما تحويه من مواد متواضعة لم تعد كافية لتلبية احتياجات عقول خلاقة باتت فوق مستوى تطلعات تلك القرطاسيات المحدودة، والتي يهمها بالدرجة الأولى المكاسب المالية.
الرابط
هوبي شوبالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
633601النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
4716الموضوعات
القوى العاملةالموارد البشرية
المؤلف
عبدالعزيز بن محمد العريفيتاريخ النشر
20060909الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة