عيون وآذان - رياء واشنطن بوست
التاريخ
2012-02-18التاريخ الهجرى
14330326المؤلف
الخلاصة
يوم الثلثاء الماضي، كتبتُ في زاويتي هذه عن مهرجان التراث والثقافة الجنادرية، وبدأت بكلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي انتقد الفيتو في مجلس الأمن لمنع إقرار الخطة العربية لوقف نزيف الدم في سورية، وعدت إلى بيتي في المساء وأنا أحمل قصاصات من صحف العالم، وترجمات الصحف الإسرائيلية، وتقارير وأبحاثاً من مؤسسات فكر أكثرها أميركي، وهو ما أفعل في كل يوم عمل. فوجئت وأنا أقرأ ما اختار لي مركز أبحاثالحياةمن الصحف الأميركية، افتتاحية فيواشنطن بوستعنوانهارياء ملك السعودية، وتحته أنه في اليوم نفسه عندما تحدث في الجنادرية، كانت قوات الأمن السعودية تطلق النار على متظاهرين في القطيف وتقتل واحداً لليوم الثاني على التوالي، ثم تتحدث عن قضية الصحافي السعودي حمزة كشغري. أدين قتل أي متظاهر في السعودية والبحرين وسورية وغيرها، وأرجو أن يُستتاب حمزة ولا يسجن، وأكتب هذا من دون تحفظات في جريدة يملكها أمير سعودي يعرفه الأميركيون جيداً، ثم أزيد أن ليس لي أي علاقة خاصة أو مصلحة مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإنما أعرفه جيداً، وقد أعطاني أول مقابلة صحافية له مع زميل آخر عندما خلف أخاه فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وبيني وبينه قصة طريفة منذ ثلاث سنوات، فقد وعد أن أكون شريكَهنص بنصإذا فاز بجائزة المليون ريال في البرنامج التلفزيوني المعروف. أريد أن أكتب رداً على الافتتاحية الأميركية عنوانهرياء واشنطن بوست، وأطالب هذه الجريدة العريقة، الليبرالية في كل شيء باستثناء قضايا العرب والمسلمين، أن تردَّ علي بكل ما لديها من قدرة إذا أخطأْتُ، وأن تتذكر قبل الرد، أن المتظاهرين يدينون بالولاء لإيران، وأن حزب الله السعودي قتل 29 جندياً أميركياً في انفجار الخُبَر سنة 1996، والفَعَلَة واعترافاتُهم والأحكام عليهم تعرفها السلطات الأميركية، إلا أن موت الأميركيين غير مهم طالما أن هناك مصلحة إسرائيلية. الغريب أن الزميل عرفان عرب سألني في مقابلة مع تلفزيون الـبي بي سيأمس عن الافتتاحية، وقلت إنها موضوع مقالي هذا اليوم. واشنطن بوستتنتصر لمتظاهرَيْن سعوديَّيْن قُتلا وقد دِنْتُ قتْلَهما في السطور السابقة، إلا أنها لا تنتصر لمليون عراقي قتلتهم إدارة جورج بوش الابن في حرب زوَّرت أسبابها عمداً وأيدتهاواشنطن بوستلأن في قسم الافتتاحيات فيها ليكوديين متطرفين من نوع تشارلز كراوتهامر وجاكسون دييل. العراق هوجم لأسباب نفطية وإسرائيلية، ودييل كان في مقدم موكب المحرضين والمسهِّلين من أنصار الحرب، وعندي مقال كتبه جيمس بوفارد من مؤسسةمستقبل الحريةهو إدانة كاملة موثقة لدورواشنطن بوستفي الحرب على العراق. دييل نائب رئيس صفحة الافتتاحيات فيواشنطن بوست، وأسأل: هل يجوز أن يسلّم ليكودي متطرف هذه الصفحة وهو يتهم أبو مازن بأنه غير مهتم بالمفاوضات. أنا أتهم بنيامين نتانياهو وأعضاء حكومته بأنهم فاشست محترفو كذب، وعنصريون يريدون طرد الفلسطينيين من بلادهم، وهي من البحر إلى النهر، وأقول للّيكودي دييل إن طلبه الاعتراف بإسرائيلدولةً لليهودفُجور، لأن إسرائيل المزعومة لم تقم يوماً، وأنبياؤها كذبة، ولا آثار لها في بلادنا. والفرق بيني وبين دييل، أنه يكتب تطرفه وأنا أسجل ما تعلمت بين الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة جورجتاون، فهذا هو التاريخ الصحيح لدولة مزورة وشعب مختلط من بقاع الأرض كلها أقامه أشكناز من أصول خزرية. كراوتهامر أسوأ من دييل وأكثر تطرفاً، إن كان هذا ممكناً، وهناك آخرون تُفتح صفحة الرأي لهم فيواشنطن بوستطالما أنهم يهاجمون العرب والمسلمين. هل هناك دولة أخرى في تاريخ العالم غيّر كل رئيس وزراء فيها اسم أسرته لأنه بلا أصل. أكتب هذا ثم أقبل دولة فلسطينية في 22 في المئة من أرض فلسطين، فهذا هو الفرق بين طالب سلام مثلي ودعاة حروب مثلهم. أنا أعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهم لا يعرفونه، وأعرف أنه لا يستطيع أن يكون مُرائياً ولو حاول، وأتحداهم أن يثبتوا أنه قال ولم يصدق مرة واحدة في حياته. وأسجل للقارئ أنني لا أقول إن عبدالله بن عبدالعزيز بطل السلم والحرب، ولا أقول إنه رائد القومية العربية، أو خالد بن الوليد زمانه. أنا لا أمدحه، وكل ما أفعل هنا هو تسجيل صفات شخصية، فأنا أعرفه وهم لا يعرفونه. ثم تتحسرواشنطن بوستعلى مقتل متظاهرَيْن، وقد شاركَتْ في قتل مليون عراقي دمهم على أيدي المتطرفين فيها. khazen@alhayat.com
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
704679النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
17851الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودتشارلز كراوتهامر
جاكسون ديهل
جيمس بوفارد
حمزة كشغرى
حمود بن حماد ابوشامة
عرفان عرب
الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
محمود عباس
الموضوعات
الجنادريةالحرس الوطني
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الرياض)
المؤلف
جهاد الخازنتاريخ النشر
20120218الدول - الاماكن
اسرائيلالبحرين
السعودية
العراق
الولايات المتحدة
دار العلوم
الرياض - السعودية
المنامة - البحرين
بغداد - العراق
دمشق - سوريا
واشنطن - الولايات المتحدة