أعيدوا قراءة كلمة الملك عبدالله
افتح/ انسخ
التاريخ
2011-12-22التاريخ الهجرى
1433/01/27المؤلف
الخلاصة
يقول الكاتب في هذا المقالة: من يقرأ كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة مجلس التعاون في الرياض ستطربه بمباشرتها وتركيزها. إذ أشاعت هذه الكلمة الكثير من التفاؤل كونها تعبر عما يجول في ذهن مواطني المجلس وتلبي تطلعاتهم التي تروم نقل التعاون بين الدول إلى صيغة اتحادية عبر كيان واحد يمثل الجميع. والمثير للتفاؤل أكثر ان رد قادة المجلس على الدعوة كان عاصفة طويلة من التصفيق مما يعزز من الآمال بقيام الاتحاد في أسرع وقت ممكن. الملك عبدالله بن عبدالعزيز معروف بالصدق والإخلاص في القول والعمل فهو من الذين لا يقولون، أبدا، ما لا يعنون. وفوق هذا فهو معروف بانشغاله الدائم بهموم وطنه وأمته ويسعى، بلا كلل، في كل فرصة لما فيه صلاحهما. وعندما يطرح الملك عبدالله بن عبدالعزيز فكرة الاتحاد فهذا نابع، بلا شك، من إدراكه ان التحديات أمام دول المجلس جمة وان مطامع البعض في دول التعاون قد تعدت مرحلة التفكير والتخطيط إلى مرحلة التنفيذ، وان الاتحاد هو الوسيلة المثلى لصد تلك الأطماع ومعالجة تلك التحديات. القراءة الواعية للتاريخ وأخذ العبر منه، كما أشار خادم الحرمين الشريفين، كفيلة بإبراز أهمية تلك الدعوة النبيلة التي تصبو لجعل دول التعاون أكثر قوة ومنعة عندما تدافع عن مكتسباتها وتعزز من إيجابيات حضورها. فالتكتلات والتحالفات أصبحت الصيغة الأبرز في عالم اليوم لتعظيم المكاسب وتجنب المخاطر. والحق ان دول التعاون تتوفر لها كثير من السمات التي تجعل من اتحادها ممكن التحقق سريعا إذا جد العزم وصدقت النوايا. فالتشابه بينها يبدو وكأنه تطابقاً إذا ما نظر المرء للخلفية الثقافية والاجتماعية لشعوب الخليج. وإذا انتقل النظر إلى الأسلوب الأبوي في الحكم الرشيد وإلى الهياكل الاقتصادية للأنظمة سيجدها تعالج أمورها بطريقة، أيضا، تبدو متطابقة.....